خرج آلاف المواطنين الإيرانيين إلى شوارع العاصمة طهران ومدن أخرى اليوم الجمعة، للتظاهر ضد إسرائيل، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت عدة مدن إيرانية.
وتجمّع المتظاهرون، عقب انتهاء صلاة الجمعة، في الساحات الرئيسية بالعاصمة، رافعين الأعلام الإيرانية ولافتات تعبّر عن دعمهم للقوات المسلحة الإيرانية، فيما رددوا شعارات مناهضة لدولة الاحتلال الإسرائيلي والغرب، تعكس الغضب الشعبي المتصاعد تجاه التصعيد العسكري.
حشود هائلة من الايرانيين لرفض العدوان الإسرائيلي
وبثّ التلفزيون الرسمي الإيراني مشاهد مباشرة أظهرت حشودًا ضخمة تسير في شوارع طهران، حيث رفع البعض صورًا لقادة عسكريين إيرانيين بارزين قُتلوا في عمليات إسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما منذ بداية المواجهات الحالية. ومن بين الصور، برزت صور لقائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني، الذي يعتبره الكثيرون رمزًا للمقاومة في إيران.
كما شوهد عدد من المتظاهرين يلوّحون بأعلام "حزب الله" اللبناني، في إشارة إلى التضامن مع محور المقاومة الممتد من طهران إلى بيروت مرورًا بدمشق وبغداد.
وفي تغطية خاصة لوكالة "تسنيم" الإيرانية، ظهر المحتجون وهم يهتفون بشعارات مناهضة لإسرائيل، والولايات المتحدة، وبريطانيا، متهمين إياها بالوقوف وراء الضربات التي تستهدف السيادة الإيرانية وتهدد الأمن الإقليمي.
ويأتي هذا التحرك الشعبي في ظل تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، بعد تبادل الطرفين لسلسلة من الضربات الجوية والصاروخية، ما أثار مخاوف دولية من انزلاق الأوضاع إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وتعكس التظاهرات تنامي الغضب الشعبي داخل إيران، ليس فقط تجاه إسرائيل، بل أيضًا تجاه القوى الغربية المتهمة بمساندتها أو بالصمت تجاه ما تصفه طهران بـ"الاعتداءات المتكررة على أراضيها".
من جهته، قال أحد المتظاهرين لقناة "برس تي في" الإيرانية: "نحن هنا لنقول لإسرائيل إن كل عدوان له ثمن، شعبنا موحّد خلف قيادته، وسنواصل المقاومة".
وتسعى القيادة الإيرانية إلى توظيف هذه التظاهرات في توجيه رسالة مزدوجة، الأولى للداخل الإيراني لتأكيد وحدة الصف الوطني خلف الحكومة في مواجهة التهديدات الخارجية، والثانية للمجتمع الدولي للتأكيد على أن الشارع الإيراني يرفض محاولات النيل من سيادة البلاد.
ويُتوقع أن تستمر هذه التظاهرات خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع تطورات الصراع، إذ دعت منظمات طلابية ودينية إلى مواصلة التعبئة الشعبية حتى "تتوقف الاعتداءات"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.