حذر تقرير أمريكي، اليوم الجمعة، من تبعات قصف الولايات المتحدة لمنشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم في إيران أو قتل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، موضحا أن ذلك يُطلق ذلك مرحلةً أكثر خطورةً وتقلبًا في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران.
ماذا سيحدث حال اغتيال المرشد الإيراني على خامنئي
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها إنه إذا قرر الرئيس دونالد ترامب إرسال قاذفاتٍ أمريكية لمساعدة إسرائيل في تدمير منشأة لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في إيران، فمن المرجح أن يُطلق ذلك مرحلة أكثر خطورة في الحرب، وإذا اغتالت الولايات المتحدة أيضا المرشد الأعلى فلا توجد ضمانات بأن يحل محله قائد أكثر ودًا لأمريكا والغرب.
وأوضحت الصحيفة أن القيادة الإيرانية منذ الثورة عام ١٩٧٩، أثبتت صمودها، حتى في مواجهة الانتفاضات الداخلية المتعددة، بالتالي قد لا يُنهي هدم مفاعل فوردو، موقع التخصيب المدفون في أعماق الجبل، البرنامج النووي الإيراني، وقد يدفع طهران إلى توسيع نطاق الحرب أو تسريع البرنامج النووي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه قبل أن تشن إسرائيل هجومًا مفاجئًا على البرنامج النووي الإيراني وأهداف أخرى، كانت إيران والولايات المتحدة تناقشان قيودًا على برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني ففي مقابل قيود جديدة على البرنامج، ستحصل إيران على تخفيف للعقوبات الاقتصادية، ومع هذا لم يقترب الجانبان من التوصل إلى اتفاق نهائي، ولكن ظهرت بوادر حل وسط محتمل بحلول أوائل يونيو الجاري عندما هاجمت إسرائيل إيران، انهارت المفاوضات.
ومع ذلك، أشارت إيران إلى أنها لا تزال مستعدة للحوار، وحتى توجيه ضربة إلى مفاعل فوردو لن تقضي بالضرورة على احتمالات العودة إلى طاولة المفاوضات.
بدائل لإنهاء أزمة إيران
وقال والي نصر، الخبير في الشؤون الإيرانية والأستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، إنه إذا أعقبت إدارة ترامب أي هجوم على إيران بعرض مغري، مثل تخفيف العقوبات على نطاق واسع أو ضمانات سلام، فلا يزال هناك احتمال أن تفكر إيران في تقديم تنازلات.
وأوضحت الصحيفة أن جميع الأنظار تتجه نحو فوردو لكن من المحتمل أن تمتلك إيران مواقع نووية سرية تهدف إلى إنتاج أسلحة لا تعلم بها الولايات المتحدة وإسرائيل، على الرغم من عدم ظهور أي دليل علني على وجود مثل هذه المواقع، وإذا كانت هذه المواقع موجودة بالفعل، فقد تستخدم إيران ما تبقى لديها لمحاولة تسريع برنامجها النووي في أعقاب هجوم أمريكي.
وقال محللون بحسب الصحيفة إن الأضرار التي ألحقتها الغارات الجوية الإسرائيلية بالمنشآت النووية ومقتل كبار العلماء النوويين، من المرجح أن يجعل إيران تفتقر إلى القدرة على صنع سلاح نووي بسرعة، ومع ذلك، قد تتحرك في هذا الاتجاه، وسيكون لديها حافز جديد للقيام بذلك.
وقالت الصحيفة إن قادة إيران يأملون في إبرام صفقة مع إدارة ترامب لإنهاء الصراع، ويخشون مواجهة الجيش الأمريكي بالإضافة إلى الجيش الإسرائيلي فقد امتنعت إيران عن ضرب القوات أو القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط ولم تُسبب ارتفاعًا حادًا في أسعار النفط العالمية بإغلاقها أو مضايقتها لحركة الملاحة في مضيق هرمز.
وقالت إيلي جيرانمايه، الخبيرة في الشؤون الإيرانية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إنه إذا حاولت الولايات المتحدة إجبار إيران على الاستسلام، فإن إيران ستواصل الضرب حتى نهاية قدراتها الصاروخية.
وأوضح والي نصر أنه حتى لو اغتالت الولايات المتحدة خامنئي، فإن المؤسسة الدينية العسكرية التي سيطرت على السلطة في إيران لما يقرب من خمسة عقود قد لا تسقط، فمع اندلاع حرب، قد يسيطر الحرس الثوري على البلاد وسأتون بشخصية أكثر تطرفا تُجهز لمعركة طويلة.
وقالت الصحيفة إنه إذا لم يُرسخ الجيش سلطته بسرعة، يخشى بعض المحللين أن تنزلق إيران في حالة من الفوضى أو الحرب الأهلية مع تصارع الفصائل المختلفة على السلطة لكنهم يرون فرصةً ضئيلةً للمعارضة الليبرالية الإيرانية، التي أضعفها النظام في الانتصار فقد ينتفض الشعب الإيراني من جديد.