"حرب الأهداف النوعية".. سر استهداف إيران مقر "مايكروسوفت" في بئر السبع

كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم الجمعة، عن اندلاع حريق قرب مكتب مايكروسوفت في جنوب إسرائيل بعد ضربة صاروخية إيرانية.

وأشارت خدمات الطوارئ، إلى أن صاروخًا إيرانيًا أصاب مدينة بئر السبع في وقت مبكر من صباح الجمعة، وذلك بعد يوم من إصابة صاروخ آخر لمستشفى في المدينة الجنوبية ذاتها. 

وأفادت الشبكة الأمريكية، بأن الحريق اندلع قرب حديقة تكنولوجيا تضم مكتبًا لشركة مايكروسوفت، وظهر مبنى يحمل اسم مايكروسوفت في لقطات أخرى نُشرت عبر الإنترنت.

استهداف مكتب شركة مايكروسوفت 

وأعلنت إيران أنها استهدفت مكتب شركة مايكروسوفت، وأن الحريق الذي اندلع في المدينة وقع، بحسب التقارير، في الشارع المجاور.

نشرت خدمة الإنقاذ "نجمة داوود الحمراء" صورة عبر منصة "إكس" تظهر عدة مركبات مشتعلة. وذكرت في البداية أنه لم تُسجل إصابات، لكن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عنها لاحقًا أن خمسة أشخاص أُصيبوا بجروح طفيفة.

وذكر مسؤول عسكري إسرائيلي، أن إيران أطلقت صاروخًا واحدًا، وأنه جرى إطلاق صاروخ اعتراض ردًا عليه، لكنه فشل في اعتراضه، بحسب ما أفاد به مراسل صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عمانوئيل فابيان.

ووفقا للتقرير فقد يمثل الحديث الإيراني عن استهداف مقر شركة "مايكروسوفت" في بئر السبع تطورًا رمزيًا وتكتيكيًا في آنٍ معًا، إذ يتجاوز الحدث كونه ضربة صاروخية إلى عمق إسرائيلي، ليدخل في سياق "حرب الأهداف النوعية". 

مايكروسوفت، بصفتها واحدة من أبرز رموز الهيمنة الرقمية والتكنولوجية الغربية، تحمل دلالات تتعدى الموقع الجغرافي؛ فهي جزء من منظومة دعم الأمن السيبراني الإسرائيلي، ولها علاقات واسعة مع مؤسسات بحثية وعسكرية في إسرائيل. 

ومن هنا، فإن استهدافها – حتى لو لم تصب مباشرة – يُفهم كرسالة مزدوجة: أولاً، طعن في قدرة إسرائيل على حماية منشآتها الحيوية حتى داخل أراضيها؛ وثانيًا، إنذار ضمني للشركات العالمية بأن وجودها في إسرائيل لم يعد بمنأى عن نيران الصراع. 

كذلك، فإن هذا التحول في نوعية الأهداف يعكس رغبة إيران في كسر الخطوط الحمراء التقليدية، ونقل المعركة إلى ميادين غير عسكرية، ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد ذات طابع تقني واقتصادي.