لا أعتقد أن هذه الحرب ستكون طويلة الأمد. من المرجح أن تتوقف خلال الأيام العشرة المقبلة، ما لم يتدخل حلفاء إسرائيل بشكل مباشر، وهو تطور قد ترغب فيه تل أبيب بينما تحاول طهران تفاديه فرغم الضربات التي تلقتها إيران لكنها لا تسعى لتصعيد المواجهة بل تميل إلى وقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات وقد أرسلت عدة رسائل لأمريكا برغبتها في الرجوع للتفاوض لكن أمريكا لم تبدي إي تجاوب وقد أعلن ترامب أنه لا سبيل للرجوع الي التفاوض وانهاء الحرب الا بالاستسلام
للأسف إسرائيل تخوض هذه الحرب بأهداف واضحة ومترابطة ولن توقف هجماتها إلا بعد أن تحقق كامل أهدافها وتُثبت قدرتها على التخلص من البرنامج النووي الإيراني لذلك تسعي جديا لتوسيع هذه الحرب وتدويلها بدخول أمريكا الحرب فهي ليست معنية بحرب مفتوحة فقط بل باستعراض شامل لقوتها، ورسالة للمنطقة والعالم بأن هناك شرق أوسط جديد الهيمنة فيه لإسرائيل لذا أعتقد أن دخول الولايات المتحدة في الحرب قد يحدث خلال اليومين القادمين، خصوصًا ان اسرائيل قد سيطرت فعليا على المحال الجوي الإيراني واصبحت طهران مستباحة وبلدات ملامح انهيار النظام تلوح بالافق فلماذا لا تكون أمريكا شريكة بالانتصار
وعلي الرغم أنه في بدايات الأزمة كان ترامب وجماعته مترددين بشأن شن حرب على إيران بل إن أغلب التقديرات الأمريكية كانت تعتبر أن إيران قوة لا يُستهان بها، وأن أي مواجهة مباشرة معها قد تكون مكلفة وخطيرة، خصوصًا على إسرائيل لكن المفاجأة التي لم يتوقعها ترامب ولا حتى المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية نفسها كانت هشاشة النظام الإيراني وإختراقه بسهولة غريبه حتي انه تم إغتيال 20 من أكبر قادة الحرس الثورى والجيش الإيراني فضلا عن ضرب الدفاعات الجوية الإيرانية من الأرض بواسطة عملاء الموساد الذين من الواضح أنهم ينتشرون في كل أنحاء طهران مما جعل سماء طهران مستباحة للطيران الإسرائيلي يسرح ويمرح فيها كيفما يشاء، هذا الضعف شجع امريكا علي الموافقه علي دخول الحرب
قلت سابقا أن إسرائيل ستبدأ بضرب أذرع الأخطبوط الإيراني أولًا في لبنان، سوريا، اليمن، العراق، غزة، ثم ستنقض على الرأس. وها هي تفعل لتكتشف أن "رأس الأخطبوط" كان أضعف مما تخيل الجميع حتي أنه كان أضعف من أذرعة، ويبدو أن ترامب قد أثار شهيته هذا الضعف ويريد أن يتوق على عرش إسقاط نظام الملالي في إيران وان لا يترك سقوطه محتكرا على نتنياهو فقط كما أن إصرار نتنياهو على الدخول في هذه الحرب قلب المعادلة، فنتنياهو دفع باتجاه توسيع المواجهة مع إيران، معتبرًا أن القضاء على النظام الإيراني هو آخر عقبة أمام استكمال هيمنة إسرائيل على الشرق الأوسط سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، وضمان مستقبل "مزدهر" لإسرائيل من وجهة نظر نتنياهو وجيلها القادم فيما يطلق عليه شرق أوسط جديد وقالها صراحة نحن نغير الشرق الأوسط وأمام هذا الإصرار ترك ترامب الباب مفتوحًا لمراقبة التطورات لتحين الفرصة الملائمة لإعلانه الدخول في الحرب رغم تحذيراته الأولية لنتنياهو والتي يبدو أنها كانت خداع إسترتيجي
بعد مرور 7 أيام فقط على اندلاع الحرب ومع تحقيق إسرائيل لأهداف نوعية خلال فترة زمنية قصيرة،فقد قامت بقتل أكثر من 20 قائد في الحرس الثورى الإيراني والجيش الإيراني كما التالت 14 عالم نووي إيراني فضلا عن قصف أكثر من 12 منشأة عسكرية وقصف بني تحتية وقصف منشأة نتانز النووية، وقصف منشأة فورد النووية مما أدي الي تعطيلهم لكنها لم تستطع تدميرها،وقد يكون هذا السبب المباشر لدخول أمريكا الحرب الولايات المتحدة بقيادة ترامب أو داعميه ومن المحتمل أن تنضم دول مثل ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا كشركاء جزئيين في العمليات، إذا ما اقتضت مصالحهم الأمنية والاقتصادية ذلك، خاصة في ما يتعلق بأمن الطاقة والملاحة في المنطقة، قد تجد أمريكا وحلفائها مبررًا قويًا للتدخل المباشر وإن حصل سيُسوَّق داخليًا كإنجاز استراتيجي يُضاف إلى
رصيد ترامب وفرص هيمنته، خاصة إذا اقترن بالقضاء على نظام إيران، الذي تعتبره واشنطن تهديدًا مستمرًا منذ عقود.
كما من المرجح أن تكون حربًا قصيرة المدى، إلا إذا قررت واشنطن المضي نحو إنهاء النظام الإيراني دون اللجوء إلى المفاوضات، وهو ما قد يستغرق وقتًا أطول لتأميم المعابر البحرية الاستراتيجية، وتدمير ما تبقى من المفاعلات النووية الإيرانية، وبالأخص منشأة "فوردو"، بالإضافة إلى ضرب القواعد العسكرية التابعة للنظام
