خرجت توقعات بأن يحث الاتحاد الأوروبي إيران على العودة إلى المحادثات النووية، في اجتماع محتمل يوم الجمعة، في مدينة جنيف بسويسرا.
أفادت مصادر مقربة من الاتحاد الأوروبي لـ هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK)، بأن مسؤولية السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بالإضافة إلى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، سيلتقون بنظيرهم الإيراني عباس عراقجي في جنيف يوم الجمعة.
وأضافت المصادر أنه من المتوقع مناقشة آخر التطورات المتعلقة بإيران، كما أضافت أن الجانب الأوروبي يهدف إلى إقناع طهران بالعودة إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
ولم تُفصح إيران حتى اللحظة عما إذا كانت ستشارك في الاجتماع مع الاتحاد الأوروبي، ولكن في حال تأكيده، سيُمثل أول اجتماع دبلوماسي مباشر منذ أن شن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو الهجوم الإسرائيلي على المواقع العسكرية والنووية الإيرانية.
أكد عراقجي في وقت متأخر من يوم الأربعاء، أن "إيران لازالت ملتزمة بالدبلوماسية"، حيث كتب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "إن إيران تتصرف دفاعًا عن النفس"، مضيفًا: "لقد أثبتت إيران عمليًا ما التزمت به علنًا: لم ولن نسعى أبدًا لامتلاك أسلحة نووية".
وتابع: أنه - باستثناء المحادثات مع إسرائيل - "لا تزال إيران ملتزمة بالدبلوماسية، وكما كان الحال سابقًا، نحن جادون ونظرة استشرافية".
يتركز الاهتمام الآن على ما إذا كانت المحادثات التي ستُنسق مع الولايات المتحدة ستُمثل مسارًا للمضي قدمًا، نحو تخفيف التوترات في ظل تبادل إطلاق النار المستمر بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي- حسب الوكالات.
أطلقت إيران صواريخ متقطعة على دولة الاحتلال حتى اليوم الخميس، بينما أعلنت الأخيرة مساء الأربعاء أنها شنت هجمات على أكثر من 20 موقعًا، بما في ذلك منشآت نووية ومواقع لإنتاج الصواريخ في أنحاء طهران.
في غضون ذلك، نقلت قناة ABC News يوم الأربعاء، عن مسؤولين أمريكيين اعتقادهم بأن اجتماعًا رفيع المستوى مع ممثلي النظام الإيراني، بقيادة المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، أو نائب الرئيس، جيه دي فانس، سيُعقد هذا الأسبوع إذا وافقت إيران على التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وفي يوم الأربعاء أيضًا، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه لا يستبعد إمكانية شن عمليات عسكرية ضد إيران، وقال: "قد أفعل ذلك، وقد لا أفعله".
تصريحات ترامب تصعب طريق الدبلوماسية مع إيران
تجدر الإشارة إلى أن ترامب صعب الدبلوماسية بشكل كبير بسلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، يطالب فيها إيران بالاستسلام غير المشروط، ويحث على إخلاء طهران، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة.
في المقابل، دعا الفرنسيون والبريطانيون والألمان إلى إفساح المجال للدبلوماسية وخفض التصعيد، ولم تؤيد أي من الدول الثلاث فرض تغيير خارجي على إيران، أو تدعم بشكل مباشر الهجمات الإسرائيلية، وأكدت في نفس الوقت على أن لدولة الاحتلال الحق في الدفاع عن نفسها بما يتماشى مع القانون الدولي.
صرح المستشار الألماني، فريدريش ميرز، بأن تغيير النظام وارد، وأن إسرائيل تقوم بأعمال قذرة نيابةً عن الآخرين.
الدول الثلاث موقعة على الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، والذي سمح لإيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات منخفضة من النقاء، رهنًا بالمراقبة الخارجية.
انسحب ترامب من الاتفاق عام 2018؛ وبعد عام، أعلنت إيران انسحابها الجزئي منه.
لم تُعلن أي من الدول الثلاث عن أي انسحاب من هذا الموقف علنًا، وطالبت الولايات المتحدة بالقضاء التام على التخصيب المحلي الإيراني.