كشف الخبير السياسي، باسم أبوسمية، عن تناقضات الخطاب الأمريكي تجاه الأزمة الإيرانية، مشيرًا إلى أن تصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة تعكس حالة من التردد وعدم الوضوح في الموقف الأمريكي، بينما يأتي رد المرشد الإيراني حاسمًا برفض أي استسلام.
وأوضح، خلال مداخلة هاتفية لفضائية "النيل للأخبار"، أن الرئيس الأمريكي وافق على الخطط العسكرية ضد إيران لكنه لم يتخذ قرارًا بتنفيذها، قائلًا: "ترامب يعيش أزمة قرار حقيقية، فهو من ناحية يريد إظهار القوة، ومن ناحية أخرى يخشى الانجرار إلى حرب مكلفة".
وأضاف: "رفض ترامب الوساطة الروسية ليس لأنه واثق من موقفه، بل لأنه لا يريد أن يظهر ضعيفًا أمام خصومه السياسيين في الداخل".
من جهة أخرى، حلل "أبوسمية" تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي بأنها "رسالة واضحة إلى واشنطن مفادها أن طهران لن تتفاوض تحت التهديد"، مشيرًا إلى أن الخطاب الإيراني يعكس ثقة غير مسبوقة بعد نجاح الصواريخ الإيرانية في اختراق الدفاعات الإسرائيلية.
وكشف "أبوسمية" مفارقة مهمة بقوله: "إسرائيل بالغت في تقدير قدرتها على تدمير البرنامج النووي الإيراني بضربة خاطفة، والواقع أثبت أن المفاعلات الإيرانية المحصنة تحت الأرض ليست بهذه السهولة التي تصورها نتنياهو".
وأضاف: "المفارقة الأكبر أن تل أبيب التي راهنت على تفوقها الجوي تجد نفسها اليوم عاجزة عن صد الموجة تلو الأخرى من الصواريخ الإيرانية".
وأشار "أبوسمية" إلى معطى مهم بقوله: "60% من ناخبي ترامب يعارضون الحرب مع إيران، وهذه النسبة قد تكون العامل الأكبر الذي يمنع البيت الأبيض من الانزلاق إلى مواجهة غير محسوبة العواقب".
واختتم الخبير السياسي تحليله بالتشديد على أن "الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة، فإما أن تنجح الضغوط الداخلية في كلا البلدين في تخفيف التصعيد، أو أن نكون على شفا حرب إقليمية واسعة ستغير خريطة التحالفات في المنطقة".
