آراك تحت النار.. هل اقتربت إسرائيل من الخط الأحمر؟

وجهت إسرائيل ضربات جوية استهدفت مفاعل آراك للماء الثقيل فجر الخميس، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية. 

وجاء الهجوم عقب تحذير مباشر من الجيش الإسرائيلي، دعا خلاله سكان منطقتي آراك وخنداب إلى الإخلاء الفوري، قبل وقت قصير من وقوع الضربات.

إيران أعلنت أن الهجوم لم يُخلّف أي خطر إشعاعي، لأن المنشأة أُخلِيت مسبقًا من العمال والمدنيين، ولكن الخطوة مثلت تصعيدًا ملموسًا في حملة إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني.

لماذا "آراك"؟… مفاعل عديم النوى بطبيعته لكنه مصدر إثارة


ويقع المفاعل على بعد 250 كيلومترًا جنوب غرب طهران، ويستخدم الماء الثقيل في تبريد المفاعلات النووية، لكن أحد مخرجاته الجانبية هو البلوتونيوم، الذي يمكن أن يستعمل في تصنيع الأسلحة النووية.

ويُذكر أن الاتفاق النووي عام 2015 اشترط إعادة تصميم مفاعل آراك لتقليل إنتاج البلوتونيوم، بينما تولت بريطانيا والإدارة الأميركية تلك المهمة قبل انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018.

توقيت الرد… جولة جديدة من المواجهة

جاء هذا الهجوم ضمن جولة تصعيد جديدة بين الطرفين؛ إذ سبقته ضربات على مواقع تخصيب في نطنز وأصفهان وأخرى قرب طهران في المقابل، ردّت طهران بإطلاق أكثر من 20 صاروخًا باليستيًا نحو إسرائيل، استهدف منها مستشفى سوروكا في بئر السبع محدثًا أضرارًا واسعة. 

كما أن الضع الآن في مرحلة “تبادل ضخم للهجمات الجوية والصاروخية” يدخل يومه السابع، ويحصد منذ اندلاعه نحو 639 قتيل إيراني، بينهم 263 مدنيًا، مقابل 24 قتيلًا في الجانب الإسرائيلي 

هل يلوح تدخل أميركي؟… ترامب يعلّق

الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يستبعد ضمّ الولايات المتحدة إلى الصراع إذا تطلّبت "حماية المنشآت النووية المهمة"، هذه التصريحات تزيد من غموض المشهد، وترسم احتمالًا لتوسع نطاق المواجهة إلى منطقة الشرق الأوسط بكاملها.

من جهتها، دعت القوى الأوروبية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لتجنب ضربات تستهدف المنشآت النووية، خشية وقوع أزمات إشعاعية أو انتهاكات للقانون الدولي.

إسرائيل حاولت كسب الوقت عبر نشر تحذيرات مسبقة للسكان المدنيين بالتزامن مع التحضيرات للقصف، أما إيران فقد استخدمت الوسائل الإعلامية الرسمية لتبديد مخاوف الإشعاع، وطمأن الجمهور بعد الإخلاء الكامل.

كما أن الهجوم الإسرائيلي على مفاعل آراك يجسد لحظة تحول نوعية في طبيعة الصراع الإيراني–الإسرائيلي. 

ما كان يعتبر "صفعة استخباراتية" تحول إلى قصف جوي منشآت استراتيجية، وهذه المرة، المواجهة باتت تُخاض ليس فقط على الأرض أو في السماء، بل في العمق النووي للعدو.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نوال الزغبي تحتفل بنجاح "يا مشاعر" وتكشف اسم الأغنية الجديدة!
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل