أحدثت الكلمة التي ألقاها السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، صدىً واسعًا في أوساط المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وخلقت حالة من الزخم الشعبي والوطني، لما تميزت به من لهجة واضحة وصريحة في التعبير عن موقف مصر من العدوان على غزة.
وقد بدا التفاعل الجماهيري معها غير مسبوق، ولامس مشاعر فئات واسعة من المتابعين في مصر والعالم العربي، الذين اعتبروا الكلمة انعكاسًا صادقًا لموقف شعبي طالما انتظر خطابًا رسميًا يحمل هذا القدر من الوضوح والجرأة.
تفاعل المستخدمون مع الكلمة من منطلق الشعور بالفخر بالموقف المصري، فانتشرت المنشورات والتغريدات التي تتغنى ببلاغة السفير وقوة منطقه، واعتبرها الكثيرون تعبيرًا عن صوت الضمير العربي في محفل دولي يشهد الكثير من التواطؤ والصمت.
الكلمة، التي وجهت نقدًا مباشرًا لاستخدام الفيتو الأمريكي ضد قرارات وقف إطلاق النار، أعادت للمواطنين الأمل في إمكانية استعادة الدور المصري المؤثر في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وجعلتهم يشعرون أن صوتهم وموقفهم يجد صدى على المنصات الدولية.
وتجلّت الإشادة بكلمة السفير عبد الخالق من خلال وسمه بالثبات الوطني والوضوح الدبلوماسي، حيث رأى النشطاء أن خطابه لم يكن فقط بيانًا سياسيًا، بل صرخة إنسانية تتجاوز المصالح الضيقة وتخاطب العالم من موقع الحق والعدالة.
كما تم تداول مقتطفات من الكلمة على نطاق واسع، مصحوبة بتعليقات تُثني على قوة الطرح وشجاعة الموقف، وتُعبر عن دعم شعبي مطلق لما قاله السفير، في ظل مشاهد القتل والتدمير اليومية في قطاع غزة.
عدد كبير من المستخدمين وجدوا في الكلمة متنفسًا لما يشعرون به من قهر وغضب تجاه عجز المجتمع الدولي، ووجدوا في لهجة السفير لهجة من يمثلهم حقًا.
وعلى سبيل المثال لا الحصر عبر أحد المتابعين في تعليق له على كلمة السفير المصري لدى الأمم المتحدة، عن تقديره العميق للرسالة الواضحة والقوية التي قدمها السفير أسامة عبد الخالق في كلمته أمام الجمعية العامة.
وأكد المتفاعل أن مصر تمثل رمزًا للقوة والعدل، مشيدًا بدعوة السفير إلى ضرورة عدم استخدام حق النقض (الفيتو) كغطاء سياسي أو قانوني لاستمرار النزاعات والحروب، خاصة في ظل الانتهاكات الجسيمة التي تشهدها غزة.
وأشار المتابع إلى أن كلمة السفير أكدت على أهمية تحديث لغة ومصطلحات القانون الدولي الإنساني لتواكب الواقع الإنساني المؤلم في الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا أن الصمت في هذه الظروف يعد تواطؤًا، والتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة خيانة للإنسانية.
كما قال على أن التصويت لأي قرار يهدف إلى حماية المدنيين الفلسطينيين واجب قانوني وأخلاقي لا يمكن التراجع عنه.
وأضاف المتفاعل أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بشكل ممنهج، خاصة بحق المدنيين في غزة، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا وحازمًا لوقف هذه الانتهاكات، وأكد أن كلمة السفير المصري كانت بمثابة صوت العدالة والضمير الإنساني في المحافل الدولية.
كذلك وصف متابعة آخر على مواقع التواصل الاجتماعي كلمة السفير المصري أسامة عبد الخالق أمام الأمم المتحدة بأنها رسالة مهمة وواضحة تعبر عن موقف مصر الثابت والجرئ في الدفاع عن الحقوق العربية والفلسطينية.
وأكد المتابع أن مصر وقفت أمام العالم لتقول كلمتها بصوت عالٍ، رافضة الصمت الدولي ومطالبة بتحرك فوري لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مشددًا على ضرورة إصلاح منظومة مجلس الأمن وإعادة النظر في استخدام حق الفيتو الذي أصبح أداة لتمرير جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن كلمة السفير جسدت ضمير الإنسانية أمام الانتهاكات الإسرائيلية، ودعت المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين ووقف التصعيد، معتبرًا أن هذا الموقف يمثل خارطة طريق لإعادة الاعتبار للعدالة الدولية وحقوق الإنسان.
وانتقلت حالة التفاعل من مجرد التعبير عن التأييد إلى دعوات واسعة لضرورة تبني حملات إلكترونية تبرز هذا الموقف المصري في الإعلام الغربي، في محاولة لتشكيل ضغط دولي حقيقي باتجاه وقف العدوان.
أما في الأوساط الإعلامية والسياسية، فقد انعكس هذا التفاعل الإيجابي أيضًا في منشورات وتعليقات لشخصيات عامة رحّبت بالكلمة واعتبرتها لحظة فارقة في أداء الدبلوماسية المصرية.
إذ عبّر عدد من الإعلاميين عن ضرورة البناء على هذه اللحظة، وتحويلها إلى مواقف دائمة تُعيد لمصر حضورها السياسي القوي في القضايا الإقليمية.
وأكد السفير المصري لدى الامم المتحدة في كلمته خلال جلسة الجمعية العامة الاستثنائية على ضرورة إصلاح منظومة مجلس الأمن مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب مجازر في قطاع غزة وأن المجتمع الدولي ملزم بالضغط على إسرائيل لوقف العدوان كما شدد على استمرار جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة محذرًا من تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس.
وأضاف السفير أن مصر تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران واعتبر أن العدوان الإسرائيلي يشكل انتهاكا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة معبرًا عن ثبات الموقف المصري ورفضه القاطع لأي تبرير لاستخدام العنف خارج الشرعية الدولية كما وصف الكلمة بأنها صرخة ضمير عالمي ضد الصمت والتواطؤ الدولي إزاء الجرائم الاسرائيلية مؤكدًا أن مصر تتعامل مع العدوان باعتباره تهديدًا لمنظومة القانون الدولي باكملها وليس فقط لضحاياه المباشرين.
من جانب أخر كد مندوب مصر ضرورة وجود جيوش قوية للدول الكبرى مثل مصر للدفاع عن الأمن القومي مشيرًا إلى أن العقيدة العسكرية المصرية دفاعية وقادرة على الردع وأن مصر ملتزمة بالسلام كخيار استراتيجي لكنها مستعدة للدفاع عن أمنها القومي.
ويمكن القول إن الكلمة شكّلت لحظة إجماع نادرة بين مختلف الأطياف، وتحوّلت من خطاب دبلوماسي في الأمم المتحدة إلى حدث جماهيري عربي، عبّر فيه الناس عن اعتزازهم ورفضهم للصمت الدولي، ودعمهم الكامل لأي صوت حر يتحدث باسمهم على الساحة الدولية.
