قال الدكتور عمرو عبده، مقرر اللجنة الاقتصادية بالأمانة المركزية لحزب حماة الوطن، إن الضربة العسكرية الإسرائيلية لإيران تمثل نقطة تحول خطيرة في المنطقة، مشددًا على أن هذه الحرب تحمل آثارًا كارثية على المستوى الاقتصادي الدولي، قد تستمر تداعياتها لعقود قادمة.
انعكاسات مباشرة على التجارة البحرية
أشار "عبده" في تصريحات صحفية، أمس الأربعاء، إلى أن هذا التصعيد ستكون له انعكاسات مباشرة على سلاسل الإمداد وحركة الشحن البحري العالمية، ما يهدد استقرار اقتصادات عدة دول، وخاصة تلك المعتمدة على النفط أو التجارة عبر الممرات البحرية الحيوية.
وأوضح أن الحكومة المصرية تحركت بشكل استباقي لتأمين الأسواق المحلية من خلال الحفاظ على مخزونات استراتيجية كافية من السلع الأساسية، وتوقيع عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي ممتدة حتى نهاية عام 2026، الأمر الذي يعكس قدرة الدولة على مواجهة الأزمات الإقليمية دون اضطراب داخلي.
تحذير من غلق الممرات
وفيما يخص التأثيرات الجيوسياسية على التجارة العالمية، حذر "عبده" من مخاطر إغلاق الممرات البحرية، مثل مضيق هرمز وباب المندب، واللذان يمر من خلالهما ما يزيد عن 30% من تجارة النفط و20% من الشحن الدولي، موضحًا أن العديد من شركات الشحن بدأت في تجميد عقودها المستقبلية نتيجة تصاعد المخاوف الأمنية وعدم وضوح مستقبل النزاع.
إلغاء بعض العقود
وأشار إلى أن اقتصادات آسيا ستكون من أبرز المتضررين حال استمرار الصراع، لاعتمادها الكبير على النفط الخليجي الذي يمر عبر هذه الممرات، مضيفًا أن بعض شركات الشحن ألغت عقودًا بالفعل بسبب التهديدات المحتملة.
كما سلط الخبير الاقتصادي الضوء على تداعيات الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي، مؤكدًا أن الحرب الممتدة على غزة منذ أكتوبر 2023 ألحقت خسائر فادحة بإسرائيل، حيث فقد الاقتصاد أكثر من 30% من قيمته، مع توقف التبادل التجاري المتكرر وإغلاق المطارات بفعل القصف وغياب الاستقرار.