حذّر الباحث السياسي العراقي نسيم عبد الله من أن "المنطقة بأكملها تقف على شفا معادلة صفرية لا رابح فيها"، مشددًا على أن أي هزيمة لأي طرف ستكون لها انعكاسات كارثية على الأمن الإقليمي، خاصة في العراق ودول الجوار.
تداعيات الحرب على المنطقة
وقال عبد الله في تصريح خاص لـ"الدستور":"من المؤكد أن التطورات الأخيرة، وعلى رأسها التصعيد الإيراني الإسرائيلي، لن تبقى حبيسة الجغرافيا بين الطرفين، بل ستنعكس تداعياتها على دول المنطقة كافة، وفي المقدمة العراق، ودول الخليج، المعادلة الراهنة لا تتيح هامشًا للمناورة، فهي تُراد أن تكون معادلة صفرية، وكل طرف يرى أن التراجع يعني الهزيمة".
وأضاف:"في هذه المرحلة، لا إيران مستعدة لقبول الخسارة، ولا العالم الغربي، وتحديدًا الداعمين لإسرائيل، على استعداد لرؤية تل أبيب تتعرض لهزيمة استراتيجية. ولهذا، فإننا أمام صيف معقد وصعب، ولا يُتوقع أن تهدأ الأمور دون تدخل دولي فاعل ومقبول من الطرفين".
وعن فرص الحل، قال عبد الله:"الحل الحقيقي يكمن في مبادرة دولية تضمن وقف التصعيد وفتح قنوات تفاوض جدية، فالمفاوضات السابقة بين إيران والولايات المتحدة كانت قد وصلت إلى نقاط متقدمة، لكن الهجمات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على مواقع داخل إيران أدت إلى تعقيد المشهد وزادت من تصلّب المواقف".
وفي تعليقه على القصف الإيراني الذي استهدف مواقع في مدينة أربيل أمس، قال عبد الله:"ما حدث في أربيل هو مؤشر خطير على اتساع ساحة الاشتباك، للأسف، فإن تكرار استهداف الأراضي العراقية من قِبل أي طرف يشكل تهديدًا مباشرًا للسيادة الوطنية، ويضع العراق في موقف حرج، خاصةً أنه يسعى لتثبيت حالة من التوازن الداخلي وعدم الانجرار إلى أي محور".
وأضاف:"إذا استمرت هذه الضربات داخل العراق، فإن النتائج ستكون مدمرة على المستويين الأمني والسياسي، وقد تفتح جبهات داخلية لا يحتملها الوضع العراقي الراهن".
واختتم نسيم عبد الله تصريحه برسالة تحذيرية:"المأساة الحقيقية التي نمر بها اليوم هى أننا أمام صراع إقليمي مفتوح لا يبدو أن له سقفًا واضحًا، ومع كل يوم يمر دون تهدئة، يزداد الخطر على المدنيين والأنظمة السياسية والاقتصادات الهشة في المنطقة، آن الأوان أن تتدخل القوى الدولية الكبرى بشكل جدي ومسؤول قبل أن تتحول هذه الحرب إلى كارثة عابرة للحدود".
