فراغ في قلب طهران.. كيف تخترق إسرائيل دائرة خامنئي بضربات دقيقة؟ عمرو أحمد يكشف

فراغ في قلب طهران.. كيف تخترق إسرائيل دائرة خامنئي بضربات دقيقة؟ عمرو أحمد يكشف
فراغ
      في
      قلب
      طهران..
      كيف
      تخترق
      إسرائيل
      دائرة
      خامنئي
      بضربات
      دقيقة؟
      عمرو
      أحمد
      يكشف

في تصعيد غير مسبوق يعكس تحولا في قواعد الاشتباك، أقدمت إسرائيل على تنفيذ سلسلة ضربات دقيقة طالت كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين داخل إيران، كان أبرزهم الجنرال حسين سلامي، والقيادي في الحرس الثوري علي حجي زادة، حيث هذه الضربات لم تمر مرور الكرام، إذ كشفت عن ثغرات خطيرة داخل النظام الإيراني، وطرحت تساؤلات جوهرية حول مدى صلابة الدائرة المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، ومدى قدرة طهران على الردع أو حتى الصمود، وفي هذا الصدد تفتح "الدستور" هذا الملف عبر حديث خاص مع عمرو أحمد، مدير وحدة إيران بالمنتدى الاستراتيجي للفكر، الذي يقدم تحليلا معمقا للحدث وتبعاته.

ضربات تكتيكية.. أم اختراق أمني ممنهج؟

في حديثه لجريدة الدستور، قال عمرو أحمد إن أخطر ما في الضربات الإسرائيلية الأخيرة لا يقتصر على حجم الشخصيات المستهدفة، بل يكمن في "اختراق العمق الأمني الإيراني من الداخل، بمساعدة عناصر تجسس داخلية، مضيفا، أنه تم استهداف علماء وضباط كبار داخل العاصمة نفسها، مما يعكس نجاحا استخباراتيا إسرائيليا طويل الأمد، قائم على مراقبة دقيقة لتحركاتهم، التي لم تكن تدار بسرية كافية، بل ظهر بعضهم على شاشات التلفاز ومواقع التواصل، وهو ما سهل رصدهم من قبل عملاء الموساد.

تفوق جوي إسرائيلي مقابل عجز إيراني

أكد أحمد أن إيران تعاني من ضعف حاد في قدراتها الجوية، حيث لا تمتلك سوى "طائرات متهالكة تعود إلى ما قبل الثورة الخمينية"، ما يجعلها غير قادرة على مواجهة مقاتلات إسرائيل الحديثة مثل،  F-35 موضحا أنه في ظل غياب سلاح جو فعال، تلجأ إيران إلى الصواريخ والمسيرات لتعويض هذا النقص، كما رأينا باستخدام منظومة "فتاح" الصوتية التي حققت بعض الأهداف داخل الأراضي المحتلة.

الرد الإيراني.. رسائل متبادلة واصطفاف شعبي

رغم قوة الضربات، لم تهتز القيادة الإيرانية، بحسب عمرو أحمد، الذي شدد على أن إيران تمتلك قيادات من الصف الثاني والثالث على أتم الاستعداد لتولي المهام، وهو ما ظهر في سرعة الرد الإيراني على الهجمات، مفيدا بأن رد طهران لم يكن عشوائيا، بل اتسم بالتكتيك، واستهدف مواقع حيوية في حيفا وتل أبيب، مما يدل على استمرار قدرة إيران على العمل الميداني والدفاعي.

كما لفت إلى أن هذه الهجمات أدت إلى نتائج معاكسة لما أرادته إسرائيل، مؤكدا: بدلا من تأليب الشارع ضد النظام، تسببت الضربات في نوع من الاصطفاف الوطني، خاصة بعد استهداف مناطق سكنية مثل الحي 18 في طهران، مما أعاد تأكيد الرواية الرسمية بأن الوطن بأكمله تحت الاستهداف، وليس النظام وحده.

 

طهران تتحول إلى مدينة أشباح؟

أشار الخبير، إلى أن جزءا من الاستراتيجية الإسرائيلية يقوم على إفراغ العاصمة طهران من سكانها من خلال استهداف أحيائها الحيوية، وهو ما أدى فعلا إلى موجات نزوح داخلية، الفيديوهات التي تظهر المواطنين يغادرون العاصمة باتجاه الشمال دليل على أن الضربات لم تكن فقط رمزية، بل مدروسة لتصيب بنية العاصمة السكانية والصناعية.

 

إلى أين تتجه الأزمة

يرى عمرو أحمد، أن ما يحدث ليس مجرد تصعيد عسكري عابر، بل هو جزء من حرب أمنية باردة تدار على نار هادئة منذ أكثر من 15 عاما، بدأت باغتيال العلماء، وتمر الآن بمرحلة استنزاف النخبة العسكرية، لكنه في المقابل يؤكد أن إيران لن تنهار بهذه السهولة، ذلك لأن القيادة الإيرانية أظهرت مرونة في الاستبدال وفعالية في الرد، وإذا استمرت الهجمات على هذا النحو، فإن إيران لن تواجه فقط ضغوطا أمنية، بل أيضا اختبارا وجوديا لمدى تماسك مشروع ولاية الفقيه في وجه العاصفة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق شاهد مباراة بروسيا دورتموند وفلومينينسي في كأس العالم للأندية.. بث مباشر
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل