في أحد اللقاءات التلفزيونية، روى الفنان الكبير عادل إمام، واقعة طريفة حدثت له في شبابه، حين دخل قاعة المحكمة لأول مرة في حياته، لا بوصفه متهما أو شاهدا، بل كمتفرج أراد التسلية، فوجد نفسه فجأة داخل قفص الاتهام بسبب ضحكة عالية.
قال الزعيم: "لم أدخل محكمة في حياتي، إلا مرة واحدة فقط عندما كنت طالبا في كلية الزراعة في ذلك اليوم، كان هناك وقت طويل بين المحاضرتين، فقررت مع زملائي الذهاب إلى محكمة الجيزة التي كانت قريبة من الكلية، لم نكن نذهب لأمر جاد، كنا نعتبر المحكمة مكانا للفرجة، فيها مشاهد مثيرة، وقصص واقعية أغرب من الخيال".
وأضاف: "كان من المثير أن ترى شخصا يحاكم لأنه سرق رغيف عيش، وآخر بسبب خلاف بسيط، والناس تتشاجر، والمحامون يصرخون، والقاضي يتحدث بثبات ويفرض سيطرته كان المشهد يشبه العرض المسرحي، وكان يثير اهتمامي جدا، خصوصا وأنا شاب أهوى الدراما وأحب متابعة ردود الأفعال".
وتابع حديثه قائلا: "في إحدى الجلسات، لم أتمالك نفسي، وانفجرت في الضحك بصوت مرتفع، كنت أظن أن ما يحدث أمامي فكاهي إلى حد كبير، وأن الجميع سيضحك مثلي، لكن المفاجأة أنني كنت الوحيد الذي يضحك، فجأة وجدت القاضي يلتفت إلي ويقول: (تعال هنا)، ثم سألني: (ماذا فعلت؟)، فأجبته مرتبكا: (أنا ضحكت فقط لأن الموقف كان مضحكا)".
واستطرد: "فوجئت به يأمر بوضعى في القفص، لم أصدق ما يحدث، شعرت بالخوف لكن عندما بدأت أشرح له السبب، وقلت له إنني طالب في كلية الزراعة وجئت فقط لأشاهد الجلسات، وأن الضحكة خرجت مني بشكل عفوي، لم يتمالك القاضي نفسه من الضحك هو الآخر، ثم قال لي: (خلاص، بس ما تعملهاش تاني)، ونصحني بعدم حضور الجلسات لمجرد الفرجة، وقال لي: (ارجع كليتك واتفرج هناك)".
واختتم: "تلك كانت أول وآخر مرة أدخل فيها قاعة محكمة، خرجت يومها بدرس مهم: لا تضحك في المحكمة، حتى لو كان ما يحدث أمامك يثير الضحك أكثر من أي عرض كوميدي، هي تجربة لا تنسى، ضحكت فيها كثيرا، لكنني خفت فيها أيضا كثيرا".