في ظل التصعيد غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، دعت الناشطة الإيرانية "آناهيتا هستم" إلى ضرورة تغليب منطق الحوار والبحث عن حلول سلمية تحفظ استقرار الشعوب وتقلل من خطر اتساع رقعة الحرب، ووصفت ما يحدث بأنه "لحظة فارقة في تاريخ المنطقة"، مؤكدة أن على المجتمع الدولي ألا يسمح بتكرار أخطاء الماضي.
وقالت آناهيتا في حديث خاص لـ"الدستور"، إن "المجتمع الإيراني يمر بحالة غير مسبوقة من التناقضات العاطفية، فهناك مشاعر متداخلة من الخوف والقلق والترقب، وأحياناً الأمل، فالشعب الإيراني شعب واعٍ، ويعي تماماً أن الحرب لا تجلب سوى المعاناة، ولكنه يطمح أيضاً إلى مستقبل آمن ومستقر، يضمن له كرامته وحريته وحقوقه الأساسية".
نحن بحاجة الى مناخ من الثقة والدعم الدولي
ورفضت آناهيتا الترويج لأي خطاب يحاول تصوير الحرب بوصفها وسيلة للتغيير أو الخلاص، قائلة: "التغيير الحقيقي لا يصنعه الدمار، وإنما يصنعه الحوار المسؤول والتفاهم الوطني، نحن بحاجة إلى مناخ من الثقة والدعم الدولي الذي يفتح المجال أمام مسارات سياسية عقلانية، لا تُقصي أحداً، ولا ترتهن البلاد لأجندات خارجية".
وفي هذا السياق، دعت الناشطة الإيرانية القوى الإقليمية والدول المؤثرة إلى التعامل بجدية مع نداءات الشعب الإيراني، مشددة على أهمية الانخراط في حوار مع القيادات الإيرانية، معتبرة أن ذلك هو الطريق الوحيد لتفادي مزيد من التصعيد، ولحماية السلم الإقليمي والدولي.
وحول الغارات الإسرائيلية التي طالت عدة مواقع داخل إيران، قالت آناهيتا: "ما يحدث هو انتهاك واضح وصريح للقانون الدولي ولقواعد النزاع الإنساني، استهداف منشآت مدنية وعسكرية داخل دولة ذات سيادة لا يمكن تبريره، وهو يزيد من هشاشة الاستقرار في منطقة تعاني أصلاً من أزمات مزمنة".
وأضافت: "إذا كانت إسرائيل بالفعل معنية بالأمن، فعليها أن تُراجع استراتيجيتها القائمة على الضربات العسكرية، لأنها لم تنتج يوماً سلاماً، بل كانت سبباً في تأجيج الغضب ورفع منسوب الاحقان الشعبي في المنطقة".
ورفضت آناهيتا في حديثها إقحام الداخل الإيراني في حسابات خارجية، مؤكدة أن "الشعب الإيراني قادر على التعبير عن تطلعاته من داخل سياقه الوطني، وبوسائل سلمية قائمة على المشاركة لا على الإقصاء أو الفرض بالقوة".
وأشارت إلى أن الإيرانيين رغم التحديات أظهروا عبر العقود الماضية صموداً استثنائياً في وجه الضغوط، مؤكدة أن هذا الشعب لا يحتاج وصاية من أحد، بل يحتاج إلى من يستمع لصوته ويدعم خياراته.
واختتمت : "ما نراه اليوم ليس مجرد نزاع مسلح بين طرفين، بل اختبار حقيقي لضمير العالم، هل ستُترك الشعوب لتُدفع نحو الهاوية، أم سيُمنح العقل فرصة كي يُنقذ ما تبقى من جسور؟ نأمل أن ينتصر صوت الحكمة على ضجيج الحرب، وأن يكون لإيران المستقبل الذي تستحقه، وللمنطقة الأمن الذي تحتاجه".