جماعة "محمودة" تواصل هجماتها الدامية في شمال وسط نيجيريا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواصل جماعة إرهابية جديدة تُعرف باسم «محمودة» شن هجماتها على قرى ومناطق ريفية في ولايتي كوارا والنيجر الواقعتين شمال وسط نيجيريا، حيث تكررت اعتداءاتها في محيط منتزه بحيرة كاينجي الوطني، الذي أصبح نقطة انطلاق لعملياتها خلال السنوات الأخيرة.

ففي خلال الفترة الماضية، أقدم مسلحون تابعون للجماعة، وهم يرتدون زياً مموهاً ويستقلون دراجات نارية، على مهاجمة أحد الأسواق في ولاية كوارا، حيث أطلقوا النار على أربعة رجال من قبيلة الفولاني وعلى حارس محلي، مما أسفر أيضاً عن إصابة شاب يبلغ من العمر 19 عاماً برصاصة طائشة.

 وأوضح احد المسؤولين لصحيفة ديلي ترست أن المهاجمين استهدفوا الفولانيين عن قرب، قائلاً: "يبدو أنهم كانوا قد خططوا لذلك مسبقاً، فقد أطلقوا النار على رؤوسهم مباشرة"، مضيفاً أن الحارس الذي قُتل كان يحمل مسدساً "ورأوا فيه تهديداً".

وعقب تلك الفترة نفذت الجماعة هجوماً آخر في منطقة كاياما المجاورة، أدى إلى مقتل عنصر من قوات الأمن الأهلي. 

وكانت الجماعة قد شنت في 16 أبريل هجوماً دموياً في قرية كيمانجي بولاية كوارا، أسفر عن مقتل 15 عنصراً من الأمن الأهلي. وفي أعقاب هذه المجازر، أعلن عبد الرحمن عبد الرزاق، حاكم ولاية كوارا، أن الحكومة تتعاون بشكل مباشر مع الجيش وأجهزة الأمن الفيدرالية لتفكيك خلية الجماعة، وصرح قائلاً: "ما نشهده هو هجمات انتقامية تستهدف المتطوعين في الدفاع المحلي، ذلك لأننا نعمل مع الجيش، الذي زار الموقع وبدأ بالتحرك الميداني".

وتُعد جماعة "محمودة" فصيلاً منشَقّاً عن بوكو حرام، ويُطلق عليها أيضاً اسم "جماعة مالام" نسبة إلى زعيمها، وتُعرف بولائها لتنظيم داعش.

 وعلى الرغم من انتمائها لهذا التيار المتشدد، تسعى الجماعة لاستقطاب أفراد جدد بنهج أكثر مرونة من سابقتها، إذ تخاطب السكان المحليين بلغات مثل الهوسا، وتحاول الترويج لفكرها بين المجتمعات الريفية، بحسب شهادات من أهالي كوارا.

وصرح الحاج هارون إدريس، أحد سكان المنطقة، لـديلي ترست: "سبق أن نبهنا السلطات إلى تمدد الجماعة، لكن الجيش لم يشن عملية شاملة ضدها إلا مؤخراً، شملت ضربات جوية أوقعت خسائر كبيرة في صفوفهم".

ويُعتقد أن الجماعة تتلقى دعماً من فصائل متطرفة في كل من مالي والنيجر، وقد بدأت نشاطها في ولاية كوارا بعد أن انتقلت من ولاية النيجر، حيث استولت على متنزه بحيرة كاينجي منذ أكثر من خمس سنوات بعد طرد الحراس منه بالقوة.

ويفيد تقرير لموقع صحارى ريبورترز بأن "محمودة" تمول أنشطتها بفرض الإتاوات على الرعاة والمزارعين، وإجبار الأهالي على العمل في مزارع تابعة لها كنوع من "الزكاة"، إلى جانب ممارسة الاختطاف مقابل الفدية والانخراط في التعدين غير المشروع. 

ويضيف التقرير أن الجماعة تستخدم أساليب دينية لاستمالة السكان، إذ تجمعهم لإلقاء محاضرات حول القيم الإسلامية، وتحثهم على عدم الولاء للدولة، وتشجعهم على التبليغ عن النزاعات المحلية.

ولا تُعد جماعة محمودة الوحيدة في شمال وسط نيجيريا، إذ تنشط في المنطقة أيضاً جماعات إرهابية أخرى، من بينها أنصار المسلمين في بلاد السودان، وبوكو حرام، وولاية تنظيم داعش في غرب إفريقيا (ISWAP)، إضافة إلى جماعة لاكوراوا، التي ظهرت بشكل بارز العام الماضي بعد اتهامها بقتل 15 شخصاً في بلدة ميرة بولاية كيبي وسرقة ماشيتهم.

وفي الوقت الذي وصف فيه الجيش جماعة لاكوراوا بأنها كيان جديد، يرى الدكتور مرتالا أحمد رفاعي، الأستاذ المساعد في جامعة عثمان بن فودي بمدينة صكتو، أن الجماعة تنشط فعلياً منذ عام 1999 على الحدود بين نيجيريا والنيجر.

ووسط هذا التصاعد في أعمال العنف، كشفت صحيفة ديلي ترست عن أرقام مقلقة، تفيد بأن نحو 91,740 نيجيرياً لقوا مصرعهم خلال الفترة بين عامي 2011 و2024، في ما لا يقل عن 14,779 حادثة أمنية موثقة، وهو ما يعكس مدى تعقيد الأزمة الأمنية في البلاد.

وفي السياق ذاته، صرح الخبير الأمني تشيدي أوميجي لصحيفة بانش قائلاً: "لقد أصبحت نيجيريا أرضاً خصبة لكل أنواع الجماعات الإرهابية والميليشيات والمجرمين والمتطرفين".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر الذهب اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025: كم يبلغ سعر الجنيه الذهب؟
التالى اعتماد رسمي.. نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 بالإسكندرية ظهرت الآن