في مثل هذا اليوم، 18 يونيو، نحتفل بعيد ميلاد الفنانة المعتزلة نورا (علوية مصطفى محمد قدري)، إحدى أيقونات السينما المصرية في السبعينيات والثمانينيات، وطوال مسيرتها، رسمت نورا بصمة خاصة، متميزة بجمالها الطبيعي وأدائها الرقيق، حتى أنها حصلت على لقب "ملكة جمال السينما" في استفتاء مجلة الموعد اللبنانية بين عامي 1981 و1986.
بدايات الفنانة نورا
بدأت نورا مسيرتها الفنية وهي طفلة، حيث شاركت بدور صغير في فيلم وفاء للأبد عام 1962 قبل أن تتألق في المسرحيات مثل لوكاندة الفردوس وفندق الأشغال الشاقة، كما تألقت في السينما خلال السبعينيات بأعمال مثل هذا أحبه وهذا أريده أمام هاني شاكر، بالإضافة إلى أدوار بارزة أمام عادل إمام في المحفظة معايا وغاوي مشاكل، وتميزت أيضًا بأدوارها في الكيف، العار، وجري الوحوش، عاكسة عمقها الفني وقدرتها على تنوع الشخصيات.
سبب اعتزال نورا
رغم هذه النجومية التي رصدها موقع تحيا مصر، يظل قرار اعتزال نورا فجائيًا وملفتًا، إذ اتخذته عام 1996 في قمة عطائها الفني؛ فتخلت عن الأضواء وارتدت الحجاب بشكل نهائي، ويوضح المقربون أن قرارها جاء خلال جلسة ختم قرآن في منزل صديقتها الفنانة عفاف شعيب، حيث تأثرت سمعها بآية من سورة مريم: "وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك … واسجدي واركعي مع الراكعين"، ولاحظت نورا حينها تأثير الكلمات على روحها، فاندفعت بالبكاء، وقررت فورًا ارتداء الحجاب والاعتزال.
حياة نورا بعيدًا عن الفن
في السنوات التالية، انقطعت نورا عن الأضواء تمامًا، وتفرغت لحفظ القرآن ودراسة علوم الدين بمشيخة الأزهر، وأثبتت قدرتها على الالتزام الروحي بعيدًا عن الشهرة .
وعلى الصعيد الشخصي، عاشت نورا حياة عائلية هادئة، تزوجت من الفنان حاتم ذو الفقار، لكن الزواج لم يدم طويلاً، وربما تأثّر بسبب الإدمان، ثم ارتبطت برجل الأعمال هشام طلعت مصطفى وانتهى زواجهما في 1998.
رغم اعتزالها، ما زالت نورا تضج في ذاكرتنا، وتستلهم منها الجيل الجديد الإخلاص والموهبة والبساطة. فقدّمت أكثر من 50 فيلمًا وحوالي 25 مسلسلًا ومسرحية، ولكنها بعد القرار الجريء، اختفت عن الإعلام واكتفت بالحضور بين الأهل وتصوير المناسبات الخاصة.