تراجع معدل التضخم في المملكة المتحدة إلى 3.4% خلال شهر مايو، مقارنة بنسبة 3.5% المسجلة في أبريل، مدفوعًا بانخفاض حاد في أسعار تذاكر الطيران والوقود، والذي عوّض الارتفاعات المسجلة في أسعار المواد الغذائية والأثاث.
وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا، بحسب ما أوردته صحيفة (الجارديان) البريطانية، بأن مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) واصل التراجع، مما يعقّد قرار بنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة المنتظر صدوره غدا الخميس، على الرغم من أن صانعي السياسة النقدية يتجهون على الأرجح للإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير عند مستوى 4.25%.
وأشار المكتب إلى أن التضخم الأساسي - الذي يستبعد العناصر شديدة التقلب مثل الطاقة والغذاء والكحول - انخفض إلى 3.5% على أساس سنوي، مقارنة بـ3.8% في أبريل.
كما تباطأ التضخم في قطاع الخدمات، الذي ظل مرتفعًا خلال السنوات الأخيرة، من 5.4% إلى 4.7%، ما قد يفتح الباب تدريجيًا أمام قرارات تيسير نقدي.
ويتزايد الضغط على البنك المركزي لخفض تكلفة الاقتراض، في ظل مؤشرات تباطؤ الاقتصاد البريطاني مؤخرًا، حيث أظهرت بيانات حديثة تراجع نمو الأجور وارتفاع معدلات البطالة خلال الفترة من فبراير إلى أبريل، بالإضافة إلى انكماش الاقتصاد خلال أبريل.
وكان مكتب الإحصاءات قد أعلن في وقت سابق من الشهر أنه بالغ في تقدير قراءة التضخم لشهر أبريل بمقدار 0.1 نقطة مئوية، نتيجة خطأ أدى إلى تضخيم تأثير ارتفاع ضرائب السيارات، ورغم احتفاظ المكتب بالقراءة الأصلية كرقم رسمي لذلك الشهر، إلا أنه أكد تصحيح البيانات في الحسابات المستقبلية.
وقالت مونيكا جورج ميخائيل الاقتصادية المساعدة في المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية، إن التضخم من المرجح أن يبقى فوق مستوى 3% حتى نهاية العام، في ظل استمرار نمو الأجور وتأثيرات التضخم الناتجة عن زيادة الإنفاق الحكومي.
وأوضحت "بالإضافة إلى ذلك، تؤدي التوترات الحالية في الشرق الأوسط إلى زيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي، لذلك، نتوقع أن يُبقي بنك إنجلترا على أسعار الفائدة دون تغيير هذا الخميس، مع تنفيذ خفض واحد فقط خلال العام الجاري".
وتوقع محللون اقتصاديون بشكل صحيح تراجع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 3.4% في مايو، ومع بقاء التضخم بعيدًا عن هدف البنك المركزي البالغ 2%، فإن صانعي السياسة سيبقون على الأرجح حذرين بشأن تسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة، خاصة وأن انخفاض التضخم الأخير جاء بشكل رئيسي نتيجة تراجع أسعار البنزين والديزل، مما خفّض تكاليف النقل.