قال الدكتور محمد الشوادفي، الخبير الاقتصادي، إن البيان الإسرائيلي الذي أعلن عن ارتفاع الناتج المحلي بنسبة 3.7% خلال الربع الأول من عام 2025 لا يعكس الواقع الاقتصادي الحقيقي لإسرائيل، حيث إن هذه الفترة كانت تشهد هدوءًا نسبيًا قبل تصاعد العمليات العسكرية الأخيرة بين طهران وتل أبيب.
وأضاف "الشوادفي" في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح الخير يا مصر" على فضائية "مصر الأولى" اليوم الأربعاء، أن استمرار الحرب سيؤدي إلى تعطل الاستثمارات وتوقف سلاسل الإمداد، ما سينعكس سلبًا على الأداء الاقتصادي ليس في إسرائيل فقط، بل في دول المنطقة والعالم.
وتابع، أن المنطقة الخليجية ومضيق هرمز تمر من خلالهما ما يزيد على 60% من إمدادات الطاقة العالمية، وهو ما يجعل خطر الحرب مضاعفًا على أسعار النفط والغاز، موضحًا أن أسعار الطاقة ارتفعت بنسبة 7% خلال الـ48 ساعة الأولى من الحرب، متوقعًا قفزات تصل إلى 25% وربما 50% إذا توسعت رقعة الاشتباك، ما سيؤدي إلى موجة تضخمية شديدة نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، خاصة في الدول المعتمدة على الاستيراد.
وأردف، الخبير الاقتصادي، أن الاقتصاد الإسرائيلي أصبح في وضع حرج مع تصاعد الحرب، خاصة إذا لم يتلق دعمًا أمريكيًا وأوروبيًا مباشرًا، مشيرًا إلى أن حجم الإنفاق العسكري الإسرائيلي وتعبئة القوى البشرية من الشباب في سن العمل من 18 إلى 40 سنة سيتسبب في شلل كبير للقطاعات الخدمية والاقتصادية.
وحذر الشوادفي من أن الاقتصاد العالمي يمر بسلسلة من الأزمات المتواصلة منذ جائحة كورونا، مرورًا بالحرب في أوكرانيا، ثم حرب غزة، والآن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، مما يجعل من احتمالات الركود وتراجع النمو سيناريوهات مرجحة خلال الفترة المقبلة، مشددًا على ضرورة تعزيز مصادر الطاقة البديلة، والاعتماد على الإنتاج المحلي، وتقليل الواردات خاصة من السلع الأساسية، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الإنفاق العام، وترشيد استخدام النقد الأجنبي، مع اتباع سياسات مالية مرنة لجذب الاستثمارات والمدخرات.