أكد الدكتور عبد الكريم الوزان، أستاذ العلوم السياسية الدولية، "أن الهجوم الإسرائيلي على إيران "لم يكن مفاجئًا، بل كان متوقعًا في ظل التصعيد المتواصل والتوتر الإقليمي المتصاعد"، مشيرًا إلى أن "تل أبيب وواشنطن اعتمدتا على الحرب النفسية كأداة ضغط استراتيجية لعرقلة المسار التفاوضي، ودفعتا بالوضع إلى حافة الانفجار قبل جولة المفاوضات النووية التي كانت مقررة الأحد المقبل.
الضربة الإسرائيلية لم تكن مجرد عملية تكتيتكية محدودة
واعتبر الوزان في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن الضربة الإسرائيلية لم تكن مجرد عملية تكتيكية محدودة، بل هي بداية لحرب فعلية ومفتوحة تستهدف مفاصل عسكرية ونووية وأمنية داخل العمق الإيراني، مضيفًا أن "استمرار الضربات حتى هذه اللحظة يعكس وجود خطة عسكرية موسعة تتجاوز الحسابات الظرفية".
وفي تحليله لأبعاد التصعيد، لفت الوزان إلى أن "الرد الإيراني لن يكون في اتجاه واحد، بل ستكون له تداعيات إقليمية ملموسة، من خلال استهداف القواعد والمنصات الأميركية المنتشرة في الخليج والعراق وربما مناطق أخرى"، مؤكدًا أن هذا السيناريو "من شأنه أن يزجّ بالمنطقة بأسرها في دوامة من التوتر والاضطراب".
وأضاف: "من الواضح أن هناك اختراقًا استخباراتيًا عميقًا داخل إيران، ويبدو أن جهاز الموساد الإسرائيلي نجح خلال الفترة الماضية في بناء شبكة معلومات قوية مكّنته من تنفيذ هذه الضربات بدقة لافتة، وهو ما سيترك أثرًا على المشهد الأمني داخل البلاد".
وحذر الوزان من أن "استمرار هذه العمليات قد يؤدي إلى إضعاف القدرات الإيرانية بشكل تدريجي، خصوصًا في ما يتعلق بالبنية التحتية العسكرية، وهو ما سيؤثر حتماً على مواقف طهران في الملفات الإقليمية والدولية، لا سيما الملف النووي".
وفي ما يتعلق بالموقف الدولي، شدّد الوزان على أن "هذا التصعيد يُعقّد المساعي الدبلوماسية ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي في ما يخص الأمن الإقليمي"، لافتًا إلى أن "الدعوات الأوروبية للتهدئة والعودة إلى المفاوضات تعكس قلقًا عميقًا من الانزلاق نحو مواجهة شاملة لا يمكن التنبؤ بعواقبها".
وختم الوزان تصريحه قائلاً: "قد تنتهي هذه الجولة من المواجهات في الأيام المقبلة، لكن من الواضح أننا دخلنا مرحلة جديدة من الصراع، عنوانها الرئيسي هو كسر التوازنات، وقد تكون لها آثار بعيدة المدى على مستقبل المنطقة بأكملها".