باحثة: إسرائيل تستهدف تصفير البرنامج النووى الإيرانى

قالت الباحثة والخبيرة في الشأن الإيراني، سمية عسلة"، إن الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ خمسة أيام ضد إيران يُعد "هجومًا مباغتًا ومخططًا بدقة، استهدف بشكل مباشر ومكثف المنشآت النووية، في محاولة جادّة لتحجيم البرنامج النووي الإيراني أو حتى تصفيره تمامًا".

وأشارت "عسلة" في تصريح خاص لـ"الدستور" إلى أن "الضربات ركّزت على البنية التحتية النووية، وعلى وجه الخصوص اغتيال شخصيات بارزة من علماء الطاقة النووية، من بينهم الدكتور فريدون عباسي، والدكتور محمد مهدي طهرانجي، ما يكشف عن هدف إسرائيلي واضح بمنع إعادة إحياء البرنامج النووي الإيراني بأي شكل".

الهجوم لم يركز على مصانع الصواريخ الباليستية الإيرانية 

 


وفي المقابل، أوضحت أن "الهجوم لم يركّز على مصانع الصواريخ الباليستية الإيرانية، ما يدلّ على أن المخاوف الإسرائيلية تتركّز حاليًا على الملف النووي أكثر من دعم إيران للميليشيات الإقليمية، مثل الحوثيين، على الرغم من أن تلك الصواريخ تمثل تهديدًا فعليًا لأمن الخليج".

وأضافت: "هذا يعكس النمط التقليدي للمصالح الضيقة التي تتحرك من خلالها إسرائيل، حيث تغض الطرف عن مصادر تهديد لدول مطبّعة معها في الخليج، في مقابل تركيزها الحصري على ما تعتبره تهديدًا استراتيجيًا لأمنها القومي".

وعن التداعيات الإقليمية، حذّرت "عسلة" من أن المنطقة مقبلة على تصعيد "كارثي"، لا سيما بعد إعلان الرئيس الأميركي.

وأضافت الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني" أن البرنامج النووي الإيراني ما زال قائمًا وقادرًا على الاستمرار، رغم الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت عددًا من المنشآت النووية والعسكرية داخل العمق الإيراني.

وأشارت "عسلة" إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي حذّرت من تداعيات الضربات، لكنها في الوقت ذاته أكدت في تصريح رسمي أن "المنشآت النووية الإيرانية لا تزال مؤمّنة، ولم تُسجّل أي تسريبات إشعاعية حتى الآن"، وهو ما يدحض رواية الانهيار الكامل للقدرات النووية الإيرانية.

وأضافت: "علينا أن ننظر إلى أن إيران استغلت مهلة الستين يومًا التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقامت خلالها بنقل كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب إلى مناطق أكثر أمانًا، بالتوازي مع تعزيز الإجراءات الأمنية حول منشآتها الحيوية، بما يشمل منشآت البرنامج النووي، وكذلك البرنامج الصاروخي".

وذكّرت "عسلة" بأن "طهران كانت حريصة على بناء منشآت نووية شديدة التحصين في مناطق جبلية وعرة داخل البلاد، وهي مواقع يصعب اختراقها حتى من قبل أكثر أنظمة التسلح تقدمًا، مما يمنح إيران قدرة على مواصلة برنامجها رغم الضربات".

وأكدت أن إيران تمكنت من توطين تقنيات أجهزة الطرد المركزي الحديثة، من طراز "IR-6" و"IR-7"، ما يمنحها مرونة فنية في عملية التخصيب تتيح لها الاستمرار والتوسع رغم الاستهدافات.

وحول احتمالات الاختراق الأمني، قالت "عسلة": "لا يمكن إنكار وجود ثغرات أمنية، والدليل على ذلك ما كُشف سابقًا عن أن مسؤولًا سابقًا عن وحدة كشف الجواسيس في إيران".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نائب محافظ أسيوط يشارك في جولة تفقدية للمشروعات التنموية بالوادي الجديد
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل