قالت الكاتبة د. رشا صالح: خلال تأبين الشاعر محمد السيد إسماعيل في أتيليه القاهرة، إن الناقد محمد السيد كان نقده التطبيقي موجه لكل القراء، ليس لأشخاص بعينهم رغم بساطتها لم يخلو أبدا من عمق.
من جهته، قال الناقد الأكاديمي الدكتور محمد عبد الباسط عيد: إن الدكتور محمد السيد إسماعيل عرفته وانا في بدايتي لتحضير الماجستير وهو في نهايته لتحضير الدكتوراه، وكنت أفكر أنه كان مشغولا بفلسفة الجمال والرواية والسلطة، وكان بالنسبة لي نموذج وقدوة.
وأضاف: “الحالة التي كان يمر بيها كان متعالى عن ضرورات الحياة، عاش حتى وفاته متعاليا عن ما نسعى اليه من تلك الضرورات، كل ما يشغله في الحياة الدفاع عن الفقراء والشعر. فقد كان حالة غفران كاملة واشهد ان على مدار ٣٠ سنة لم اشهده غضوب. وقد سألني مرة عن رأيي في المنهج الذي بشتغل عليه.. لاحظت انه يكتب رسالة الدكتوراة زمن قبلها الحداثة الشعرية التي كان يناقشها في دار العلوم، وقد اغتصبت منه وظيفة داخل الجامعة وكان هو الأجدر والأحق بها".
وتابع عبد الباسط: “منهج السيد إسماعيل كان نفس منهج الربيعي وغيره، والتي تشتغل بالتحديث المنهجي وهو أقرب إلى المنهج الجديد، وقد كان ابن التجربة اليسارية التي لا تقبل النقد المنغلق، لذا انتقل من فكرة تدريس النقد إلى العمل به، ولذا اخذ النقد الجديد إلى تلك المنطقة. وكان بعيدا عن الطنطات النقدية، من القلة الذين جمعوا بين النقد والشعر، وكثير ا كتبوا النقد والشعر لكن لم يفلحوا في الأمرين، وكان محمد من القلائل الذين فلحوا في هذا مثله مثله النقاد الغربيين”.
وأشار عيد إلى اننا لم ننتبه إلى محمد السيد إسماعيل شاعرا بما يكفي. وقد عاش لينا ومسالما ولم يمر على هذه الأرض دون أن يلقي عليها السلام.