أصدر مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية ورقة تقدير موقف بعنوان: "بين التنمية وتلميع الصورة: كيف توظف السعودية الرياضة في سياستها الداخلية والخارجية؟"، سلط فيها الضوء على التحولات العميقة التي يشهدها قطاع الرياضة في المملكة العربية السعودية، والدور المتعدد الأبعاد الذي باتت تلعبه الرياضة في إطار رؤية المملكة 2030.
وتتناول الدراسة كيف نجحت الرياضة في التحول إلى أداة تنموية واقتصادية، ومجال حيوي لتعزيز القوة الناعمة للمملكة، إلى جانب كونها وسيلة دعائية لتحسين صورة السعودية على الساحة الدولية، في ظل ما يثار من انتقادات متكررة حول ملف حقوق الإنسان والحريات.
مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية
وفي هذا السياق، استعرضت الورقة أبرز إنجازات السعودية في هذا المجال، من بينها استضافة بطولات عالمية مثل كأس آسيا 2027، وكأس العالم 2034، وتأسيس بنية تحتية رياضية ضخمة، فضلاً عن استثمارات بمليارات الدولارات في أندية أوروبية وعالمية، وسعي المملكة لرفع مساهمة الرياضة في الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 3% بحلول 2030.
وحذّرت الورقة من مخاطر ما وصفته بـ"الفقاعة الاستثمارية"، في حال غياب التخطيط طويل المدى، مؤكدة على ضرورة التوازن بين الطموح الاقتصادي والانفتاح الاجتماعي، وبين الالتزامات الحقوقية والشفافية السياسية.
كما اختتمت الورقة بطرح حزمة من المقترحات العملية لمصر، للاستفادة من النموذج السعودي في توظيف الرياضة كأداة اقتصادية وسياحية ودبلوماسية، من أبرزها: إنشاء هيئة وطنية للسياحة الرياضية، وتطوير مناطق تدريب ومعسكرات شتوية في الوجهات السياحية المصرية، وتسويق الرياضات التراثية محليًا وعالميًا، فضلاً عن تفعيل المبادرات الرياضية المشتركة مع دول إفريقيا والعالم العربي.
وأكد مركز مسارات أن ورقة تقدير الموقف تأتي ضمن سلسلة أوراق بحثية تسعى إلى تفكيك التوجهات الجديدة في السياسات الخليجية، واستكشاف انعكاساتها على المنطقة، مع تقديم توصيات قابلة للتطبيق في السياق المصري والعربي.