بدأت منذ قليل فعاليات صالون الدستور الثقافي والذي يدور حول الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم تحت عنوان "صنع الله إبراهيم.. سيرة ومسيرة"، ويتحدث فيه ويديره الناقد والشاعر شعبان يوسف، بمقر مؤسسة الدستور بالدقي، في حضور كوكبة من المثقفين.
صالون الدستور الثقافي
وقال شعبان يوسف في تقديمه للصالون عن صنع الله ابراهيم: “صنع الله من الجيل التالي للخمسينيات، كان شابا في الخمسينيات لكنه دخل الحركة الفنية والادبية مبكرا، ووالده كان حكاء كبير فتدرب في مدرشة والده، وهو ابن زوجة ثانية والفرق بينه وبين والده كبير، فكان يظهر انه جده، وصنع الله حكى هذا الكلام في كتابه يوميات الواحات”.
وتابع: “وقبل والده كان صنع الله يقرأ مسامرات الجيب والتي تربى عليها الكثيرين، وبدأ يكتب في اوائل الخمسينيات وكانت هناك جماعة القصة الجديدة، ومؤسسينها ثلاثة وهم فؤاد القصاص وعزيز ارمني والذي كانت له رواية ''خذني بعاري'' ونبيل النجار، والثلاثة اقباط، وفؤاد القصاص له رواية مريم المجدلية والمسيح، واقاموا مسابقة فاز بها صنع الله ابراهيم، وانتمى للحزب الشيوعي وعمل مع شهدي عطية في مكتبه الخاص بالترجمة لذلك هو تلميذ شهدي عطية الشافعي، والذي كان مدججا بحب عبد الناصر”.
يتطرق اللقاء إلى بدايات صنع الله إبراهيم الأولي والمبكرة في النصف الثاني من عقد الخمسينات، وكتاباته الصحفية في جريدة المساء، والمسابقات التي فاز فيها، ثم التحاقه بمكتب الترجمة والنشر مع أستاذه شهدي عطية الشافعي، مرورًا بتجربة المعتقل منذ عام 1959 حتى 1964، وصدور روايته الأولى "تلك الرائحة" عام 1966، والتي كتب مقدمتها النقدية الكاتب الكبير دكتور يوسف إدريس، وأشاد بها، واعتبرها فتحًا فنيّا في الرواية المصرية، لكن الرواية تعرضت للمنع والقمع، ورغم أن الرواية طبعت ونشرت في سياقات كثيرة، إلا أنها لم تكن كاملة، وتعرضت للحذف التعسفي، ولم تنشر طبعتها الكاملة إلا في عام 1986، حيث طبعتها ونشرتها دار شهدي في القاهرة، بالاشتراك مع دار عيون بالدار البيضاء المغرب.
وبعد الطبعة الأولى صدر كتاب مشترك بينه وبين رفيقيه: رؤوف مسعد، وكمال القلش، عنوانه: إنسان السد العالي، صدر 10 في يناير 1967، وكتب مقدمته الشعرية عبد الرحمن الأبنودي، وكانت المقدمة قصيدة عنوانها: "أغنية للسد"، لم ينشرها الأبنودي فيما بعد في أي من دواوينه، بعد ذلك، انطلق صنع الله إبراهيم في إصدار رواياته المثيرة للجدل، ليشكل ظاهرة إبداعية فريدة في تاريخ الرواية المصرية، والثقافة العربية، وذلك لمواقفه الراديكالية، والمعروفة للجميع، وسوف يتطرق الحديث إلى تفاصيل كل ذلك، ويتحدث في اللقاء عدد من رفاق وأصدقاء ومحبي الكاتب الكبير، ويشرفنا ويسعدنا حضوركم، والدعوة مفتوحة لمن يريد في لقاء نرجو أن يكون مفيدًا ومثمرًا، مع تمنياتنا بالشفاء العاجل لكاتب استثنائي.
صنع الله إبراهيم
اما عن صنع الله إبراهيم فهو واحد من أبرز كُتاب جيل الستينيات في مصر، عُرف برواياته التسجيلية التوثيقية، ومن أشهر أعماله السردية الروائية روايات: "تلك الرائحة"، "شرف"، "وردة"، "اللجنة"، "ذات"، "العمامة والقبعة"، "القانون الفرنسي"، "أمريكانلي"، "بيروت بيروت"، "نجمة أغسطس"، وغيرها.
