فى ظل التحديات الجسيمة التى تموج بها المنطقة، وفى ظل التصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران، تبرز الحاجة الملحة والضرورية لتماسك الجبهة الداخلية المصرية واصطفاف الشعب المصرى بكل أطيافه خلف القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى.
إن مصر بحكم دورها التاريخى المحورى لا يمكن أن تكون بمعزل عن هذه التطورات المتسارعة التى تهدد الأمن الإقليمى والدولى. إن تماسك الجبهة الداخلية ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة قصوى وحصن منيع يحمى الأمة من تداعيات أى صراع إقليمى قد يهدد استقرارها ويهدد مكتسباتها التنموية.
إن ما نشهده اليوم من تصعيد بين إسرائيل وإيران يضع المنطقة فى خطر شديد. وفى مثل هذه الظروف تصبح الوحدة الوطنية هى صمام الأمان، والاصطفاف خلف القيادة هو الضمانة الوحيدة لتجاوز هذه المرحلة الحرجة بأقل الخسائر الممكنة.
إن التحديات التى تواجهها مصر متعددة الأوجه، فبالإضافة إلى تداعيات الصراع الإسرائيلى الإيرانى، هناك تحديات اقتصادية عالمية تتطلب جهودًا مضاعفة، وتحديات أمنية تتمثل فى محاولات استهداف الاستقرار الداخلى من قوى التطرف والإرهاب التى تستغل أى فرصة لزعزعة الأمن. وفى هذا السياق يصبح تماسك الجبهة الداخلية هو العمود الفقرى الذى ترتكز عليه كل الجهود الرامية إلى مواجهة هذه التحديات. عندما تكون الجبهة الداخلية متماسكة وقوية، يصعب اختراقها أو النيل من عزيمتها، ويصبح الشعب سندًا وداعمًا للقيادة فى اتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية، ويشعر كل مواطن بأنه جزء لا يتجزأ من النسيج الوطنى الذى يواجه المصاعب بشجاعة وإقدام.
إن الاصطفاف خلف القيادة السياسية يعنى الثقة فى قدرة القيادة على تقدير الموقف واتخاذ القرار الصحيح فى التوقيت المناسب، مع الأخذ فى الاعتبار مصالح الوطن العليا وحماية أمنه القومى. إن التجربة المصرية عبر التاريخ أثبتت أن الشعب المصرى عندما يتوحد خلف قيادته يكون قادرًا على صنع المعجزات وتجاوز أصعب المحن. ففى أوقات الحروب والأزمات كان تماسك الشعب ووقوفه صفًا واحدًا خلف الجيش والقيادة السياسية هو السر فى صمود مصر وانتصارها.
إن الأزمات الإقليمية تفرز بيئة خصبة للشائعات والأخبار المغلوطة التى تهدف إلى زعزعة الثقة وبث الفتنة بين أبناء الوطن. وهنا يأتى دور الوعى الوطنى فى مواجهة هذه المحاولات الخبيثة. ويجب على كل مواطن أن يكون على دراية بأن الأعداء يتربصون بمصر، وأنهم يسعون دائمًا إلى النيل من وحدتها. لذلك فإن الوعى بالمخاطر المحيطة، واليقظة تجاه أى محاولات لشق الصف، جزء لا يتجزأ من تماسك الجبهة الداخلية.
إن دعم مؤسسات الدولة هو تعزيز لقوة الجبهة الداخلية. فالمؤسسات القوية هى التى تستطيع أن تؤدى دورها بفاعلية فى حماية الوطن وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين. إن الثقة المتبادلة بين الشعب والقيادة هى أساس هذا التماسك.
علاوة على ذلك، فإن الاصطفاف خلف القيادة السياسية فى هذه الظروف الدقيقة يعزز من مكانة مصر الإقليمية والدولية. عندما تتحدث القيادة بصوت واحد مدعوم بإرادة شعبية صلبة فإن هذا يمنح مصر قوة تفاوضية أكبر فى المحافل الدولية، ويجعل كلمتها مسموعة ومؤثرة. فالعالم كله ينظر إلى الدول التى تحافظ على وحدتها وتماسكها فى أوقات الأزمات كشريك موثوق به وقادر على المساهمة فى استقرار المنطقة.
إن الدور المصرى المتزن والحكيم فى التعامل مع التوترات الإقليمية، والسعى الدائم للتهدئة وحل النزاعات بالطرق السلمية، يتطلب جبهة داخلية قوية ومتماسكة تدعم هذا التوجه. فمصر كانت ولا تزال ركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وستبقى كذلك بفضل قوة شعبها ووحدة صفه.
إن بناء الجبهة الداخلية القوية ليس مسئولية القيادة وحدها، بل مسئولية مشتركة يتقاسمها الجميع. ثم إن الحرب الإسرائيلية الإيرانية تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة المنطقة على الصمود فى وجه العواصف. ومصر بما تملكه من تاريخ عريق وحضارة عظيمة، وبما تتمتع به من قيادة حكيمة وشعب واعٍ، قادرة على تجاوز هذه المرحلة بنجاح. لكن هذا النجاح يتحقق من خلال تماسك الجبهة الداخلية المصرية واصطفاف الشعب بكل فئاته خلف قيادته السياسية.