الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. أين تقف الصين في الصراع النووي بين الدولتين؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

القى الصراع الإسرائيلي الإيراني بظلاله على دول العالم، ففي الوقت الذي شنت فيه إسرائيل هجومًا على إيران ومن ثم الرد الإيراني عليها بهجمات مضادة في قلب فلسطين المحتلة، وتطور الحرب بين طهران وتل ابيب باستخدام الصواريخ المختلفة والمُسيرات على مدار الخمس أيام الماضية، وبعد ساعات قليلة من اندلاع الحرب أعلنت معظم دول العالم من مواقفها الدبلوماسي والسياسي تجاه الأحداث الحالية، إلا أن المصالح والعلاقات المشتركة في جميع المجالات الأخرى يلقي بظلاله أيضًا على مستوى اتخاذ الدول موقفًا تجاه الصراع النووي. ومن القوى العظمى التي يتجه العالم إليها هي الصين والتي استغلت الهجوم فرصة لتقديم نفسها كوسيط محتمل للسلام وصوت بديل للولايات المتحدة.

في هذا التقرير نرصد مدى عمق العلاقات الصينية مع كلا الطرفين إيران وإسرائيل، ومن المتحكم الأخير في قرار الصين.

في بداية الصراع تحدث وزير الخارجية الصيني مع نظيريه الإيراني والإسرائيلي في مكالمات هاتفية منفصلة، ​​حيث ندد "وانغ يي" بالهجوم الذي أشعل الصراع الأخير، وعرض لعب الصين "دور الوسيط" في حل الصراع بين إيران وإسرائيل

وقال وانغ بحسب بيان رسمي لبكين، إن "الصين تدين صراحة انتهاك إسرائيل لسيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، وتدعم إيران في حماية سيادتها الوطنية والدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة".

العلاقات الصينية الإيرانية

تُعدّ بكين حليفًا قويًا وداعمًا دبلوماسيًا واقتصاديًا رئيسيًا لإيران، ومنذ الثورة الإسلامية بدأت العلاقات المشتركة في جوانب سياسية واقتصادية. وقد سعت الصين وإيران إلى تعميق تعاونهما معًا في السنوات الأخيرة، حتى في التدريبات العسكرية.

وتُظهر العلاقات الصينية الإيرانية تضافرًا وتبادلًا في المصالح الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين، حيث تسعى الصين إلى تأمين مصادر الطاقة وتنويع تحالفاتها، بينما تسعى إيران إلى تعزيز اقتصادها ومواجهة العقوبات الغربية.

وقد تجسدت أهم العلاقات الصينية الإيرانية في التالي:

  • وقّع البلدان اتفاقية ثنائية للتعاون العسكري، بما في ذلك التدريب العسكري وعمليات مكافحة الإرهاب وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة في أواخر 2016.
  • توقيع إيران والصين اتفاقية تعاون استراتيجي مدتها 25 عامًا في مارس 2021.
  • توقيع 20 وثيقة تعاون ومذكرة تفاهم تشمل مجال إدارة الأزمات، السياحة، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، البيئة، التجارة الدولية، الملكية الفكرية، الزراعة، التصدير، الرعاية الصحية، الإعلام، الرياضة والتراث الثقافي خلال 2023.
  • تلعب إيران أيضًا دورًا حاسمًا في مبادرة الحزام والطريق (BRI) وهي مبادرة بنية تحتية ضخمة ومبادرة اقتصادية أطلقتها بكين لربط اقتصادات أوروبا وآسيا وأفريقيا.
  • وفقًا لإحصاءات الجمارك الإيرانية، فإنّ الصين هي وجهة التصدير الرئيسية لإيران، والتي تجاوز الـ 12 مليارًا و600 مليون دولار أميركي.
  • الصين تدعم إيران في حماية سيادتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها وكرامتها الوطنية، وتشجع على التوصل إلى حل سريع ومناسب للقضية النووية الإيرانية.
  • مواظبة الصين على شراء النفط الإيراني على الرغم من العقوبات الأميركية.

العلاقات الصينية الإسرائيلية

على الجانب الأخر لا تنقطع العلاقات الصينية الإسرائيلية فهي علاقات المصالح المتبادلة، إلا أنها اتخذت موقف الجمود منذ حرب إسرائيل على غزة، وعلى الرغم من بدء العلاقات الدبلوماسية في 1992، إلا أن موقف الصين تجاه القضية الفلسطينية لم يتغير فكانت تدين بناء المستوطنات الإسرائيلية، ودعت الشركات ومواطنيها بعدم المشاركة في الوظائف الخاصة بالبناء. وعلى الرغم من ذلك توجد شراكات اقتصادية متعددة في البنية التحتية في إسرائيل، وبقيت الصين على العلاقات الاقتصادية مع دولة الاحتلال.

ومن جوانب العلاقات الصينية الاسرائيلية التالي:

  • تستثمر الصين في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، ووفقًا للباحث يورام إيفرون أن الاستثمار التكنولوجي بين إسرائيل والصين كان عنصرًا مركزيًا وثابتًا في علاقتهما.
  • عقد صفقات بيع طائرات اسرائيلية وطائرات "هاربي" المُسيرة للصين على الرغم من معارضات الولايات المتحدة الامريكية بالتعاون العسكري.
  • تعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، حيث ارتفعت التبادلات التجارية بينهما إلى 24.45 مليار دولار في عام 2022 بعد أن كانت 50 مليون دولار فقط في عام 1992.
  • شاركت شركات صينية في مشاريع كبرى في مجال البنية التحتية، مثل خط سكك حديد تل أبيب-أورشليم القدس الذي تم الانتهاء منه عام 2018 بتكلفة 2 مليار دولار. وميناء حيفا التجاري، الذي تديره شركة شنجهاي الدولية للموانئ منذ 2021.

موقف الصين من الصراع الجاري

خلال الأيام الخمسة الماضية أبدت الصين وجهة نظرها في التنديد بالهجوم الاسرائيلي للحفاظ على علاقاتها مع الطرف الايراني، لكن في الوقت نفسه اتجهت المسلك الدبلوماسي لحل الأزمة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي، أمس الاثنين، أن الصين على استعداد للحفاظ على التواصل والتنسيق مع الأطراف المعنية، ولعب دور بنّاء لتهدئة الوضع، وخلق بيئة مواتية للتسوية السياسية والدبلوماسية للقضية النووية الإيرانية.

وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الثلاثاء إن الصين "قلقة للغاية" إزاء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران والتي أدت إلى تصعيد التوترات في الشرق الأوسط وذلك في أول تعليق علني له على الصراع الذي اندلع يوم الجمعة الماضي.
ووفقا لوكالة رويترز، فإن تصريحات الرئيس الصيني جاءت على هامش قمة مع خمس دول في آسيا الوسطى في العاصمة الكازاخستانية أستانا، والتي أكد فيها إن الصين تعارض أي إجراءات تنتهك سيادة وأمن وسلامة أراضي الدول الأخرى.
فهل تبقى العلاقات الصينية الايرانية هي الحاكم الأول للموقف السياسي الذي قد يمتد ليكون موقف عسكريًا ضد إسرائيل.. أم تبقى الصين في موقف متذبذب بين المتفرج من الخارج أو المٌصلح السياسي لإحلال السلام في المفاوضات بين إسرائيل وإيران بديلا عن الولايات المتحدة الأمريكية، وبمشاركة من بعض دول الخليج؟.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حبس عصابة سرقة الشقق السكنية بالتجمع
التالى دعوى قضائية تطالب ببطلان الدعوة لعقد "جمعية الرسوم القضائية" بالمحامين