سياسي إيراني لـ"الدستور": الحرب ضد إسرائيل مستمرة.. والنصر بات قريبا

 كشف الباحث السياسي الإيراني صالح القزويني أن المزاج العام في إيران، وخصوصًا في دوائر القرار السياسي والعسكري، بات يميل إلى قناعة راسخة بأن طهران تمسك بزمام المبادرة في المواجهة الراهنة مع إسرائيل، مشيرا إلى أن القيادة الإيرانية ترى أن النصر بات أقرب من أي وقت مضى، خاصة وأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة، رغم صخبها الإعلامي، لم تنل من البنية العسكرية الأساسية لإيران.

القزويني: إيران تتجنب  نفاد المخزون الاستراتيجي من الصواريخ

وأوضح القزويني، في تصريحات لـ"الدستور"، أن معظم الهجمات التي نُفذت ضد الأراضي الإيرانية طالت منشآت مدنية أو مبان سكنية، دون أن تؤثر جوهريًا على البنية التحتية الحيوية، كمنظومات إطلاق الصواريخ أو الرادارات، كذلك استمرار الهجمات الصاروخية الإيرانية على الداخل الإسرائيلي بمعدلات شبه يومية، وفي بعض الأحيان بأعداد كبيرة، يعكس قدرة إيران على الصمود والرد، رغم كل الضغوط.

وشدد القزويني على أن طهران تتحكم بعناية بعملية إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، بهدف ضمان استمرارية العمليات العسكرية وعدم الوقوع في مأزق نفاد المخزون الاستراتيجي، ما يعكس إدارة محسوبة وطويلة النفس للمواجهة، مؤكدا أن إيران تراهن على إنهاك إسرائيل واستنزاف قدراتها إلى حد يدفعها للرضوخ، لا العكس.

القزويني: الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي مرشحة للاستمرار

وحول مستقبل الصراع بين الجانبين، يرى القزويني أن الحرب مرشحة للاستمرار ما لم تقرر الولايات المتحدة التدخل عسكريًا بشكل مباشر. فالدعم الأميركي لإسرائيل، حاضر بقوة على مستوى الإمدادات والمعلومات، لكنه لم يصل إلى مستوى المشاركة المباشرة في الهجمات. وبناء على ذلك، فإن المواجهة حتى اللحظة تُدار بين طرفين فقط هما إيران وإسرائيل.

وفي تقييمه للوضع الداخلي في إيران، قال القزويني أن الحرب تركت بصماتها النفسية على الشعب، إلا أن الأوضاع الاقتصادية لم تصل بعد إلى مرحلة الانهيار، فحركة الأسواق مستمرة، ومحطات الوقود لا تزال تعمل رغم الازدحام، فيما تبقى أبرز المظاهر الملموسة للأزمة في تراجع سرعة الإنترنت الخارجي وصعوبة الوصول إلى التطبيقات الأجنبية، نتيجة القيود التقنية والأمنية، بينما يستمر عمل الشبكات الداخلية بشكل طبيعي.

وأكد القزويني أن الاستسلام ليس مطروحًا في القاموس الإيراني، وأن طهران تنظر إلى كل ضربة توجهها على أنها خطوة أقرب لإجبار "الكيان الصهيوني" على التراجع، وربما رفع الراية البيضاء أولًا.