منذ اندلاع العدوان على غزة في 7 أكتوبر، قدمت الدولة المصرية نموذجًا عمليًا للدعم الإنساني والسياسي الثابت للشعب الفلسطيني، حيث تحولت الأراضي المصرية إلى ممر آمن للمساعدات المتدفقة نحو القطاع المنكوب، في وقت كثرت فيه المزايدات وتعددت الشعارات.
وما قدمته مصر خلال الحرب لم يكن دعمًا طارئًا، بل امتدادًا لموقف ثابت، حيث ظلت القاهرة على مدار عقود حائط الصد الأول في وجه تصفية القضية الفلسطينية، وبينما انشغلت أطراف بالمزايدة أو المراوغة، كانت مصر -بهدوء وفاعلية- تعمل لإنقاذ الأرواح وصون الحقوق.
جسر بري وجوي من المساعدات
أقامت مصر جسرًا بريًا متصلًا عبر معبر رفح، الذي ظل مفتوحًا على مدار الساعة رغم استهدافه المتكرر، كما أُنشئت نقاط لوجستية ضخمة في مدينة العريش لتخزين وتجهيز المساعدات قبل إرسالها لغزة. وتم إرسال مئات الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية والطبية والإغاثية.
الأرقام تتحدث
- أكثر من 35 ألف طن من المساعدات الإنسانية دخلت القطاع حتى الآن.
- أكثر من 1400 شاحنة إغاثية عبرت معبر رفح، محملة بالغذاء والدواء والمستلزمات الطبية.
- إقامة عدد من المستشفيات الميدانية على الحدود لخدمة المصابين من أهالي غزة.
- استقبال مئات الجرحى والمصابين للعلاج في المستشفيات المصرية، وخاصة بسيناء والقاهرة.
التحالف الوطني في الصفوف الأولى
كان للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي دورا محوريا، حيث أطلق أكبر قافلة مساعدات إنسانية، ضمت مئات الأطنان من الأغذية والأدوية، إلى جانب مشاركته في تجهيز مستشفيات ومراكز طبية ميدانية.
رسالة القاهرة: الدعم دون شروط
لم تربط مصر مساعداتها بأي اعتبارات سياسية، وظلت تكرر على لسان مسؤوليها أن الموقف الإنساني لا يحتمل مساومات، وتصدت بكل حسم لمحاولات استغلال المساعدات كورقة ضغط، وأكدت أنها لن تكون طرفًا في تهجير أو تسييس المأساة.