صمود عسكري وكارثة إنسانية.. معارك الفاشر وتطورات الحرب في السودان

صمود عسكري وكارثة إنسانية.. معارك الفاشر وتطورات الحرب في السودان
صمود
      عسكري
      وكارثة
      إنسانية.. معارك
      الفاشر
      وتطورات
      الحرب
      في
      السودان

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واحدة من أشرس المعارك منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من عامين.

 في هجوم مفاجئ فجر أمس الأحد ، حاولت قوات الدعم السريع اختراق دفاعات المدينة من محوري الشرق والشمال، مستخدمةً أسلحة ثقيلة ومدفعية مكثفة، لكن الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه تمكنوا من صد الهجوم بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن تدمير 6 مدرعات و10 سيارات قتالية، ومقتل العشرات من عناصر الدعم السريع، بينهم قيادات ميدانية.

المعركة ليست الأولى من نوعها، فالفاشر تُعتبر آخر معقل رئيسي في دارفور يسيطر عليه الجيش، بعد أن استولت قوات الدعم السريع على الولايات الأربع الأخرى (غرب، وسط، شرق، وجنوب دارفور). ولذلك، تحاول الميليشيا حصار المدينة منذ أشهر، مستخدمةً أسلوب التجويع والقصف المدفعي لاستنزاف المدنيين والقوات المدافعة.

استراتيجية الدعم السريع بين الحصار والهجمات المباشرة

كشفت تقارير عسكرية أن قوات الدعم السريع غيرت تكتيكاتها مؤخراً، فبعد فشلها في اختراق الفاشر عبر هجمات برية مباشرة، لجأت إلى: حصار المدينة ومنع وصول الإمدادات الغذائية والدوائية، مما تسبب في ارتفاع جنوني للأسعار ونقص حاد في المواد الأساسية، إضافة إلى القصف العشوائي على الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين، مثل مخيمي أبو شوك ونيفاشا، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا المدنيين، وأخيرا استخدام الطائرات المسيرة لقصف المواقع العسكرية، رغم أن الجيش السوداني حصل مؤخراً على أجهزة تشويش حديثة للحد من فعاليتها.

وكشف الهجوم الأخير أيضاً عن ضعف التنسيق بين صفوف الدعم السريع، حيث تم استدراج قواتها إلى كمين محكم داخل المدينة، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من قوتها المهاجمة.

كارثة إنسانية.. جوع ونزوح وانهيار الخدمات

أصبح الوضع الإنساني في الفاشر "كارثياً" وفقاً لوصف المنظمات الدولية، فرَّ آلاف المدنيين من المدينة إلى مناطق مثل طويلة، حيث يعانون من نقص المأوى والاعتداءات على الطرق، كما توقفت معظم المراكز الطبية عن العمل بسبب نقص الأدوية، بينما انتشرت أمراض مثل الكوليرا بسبب تلوث المياه، وأعلنت العديد من التكايا تعليق توزيع الوجبات لعدم توفر المواد الغذائية، مما زاد من معاناة الأسر.

ومن جانبه أعلن والي شمال دارفور الحافظ بخيت عن تخصيص دعم مالي عاجل لإعادة تشغيل المطابخ الجماعية، لكنه أكد أن الحل الجذري يتطلب كسر الحصار العسكري.

تقدم الجيش في كردفان والمثلث الحدودي

بالتوازي مع معارك الفاشر، أحرز الجيش السوداني تقدماً ملحوظاً في إقليم كردفان سيطر الجيش على هذه المناطق الاستراتيجية في غرب كردفان بعد انسحاب قوات الدعم السريع منها، ويتقدم "متحرك الصياد" العسكري نحو الأبيض تمهيداً لفتح طريق إلى دارفور، وبعد سيطرة الدعم السريع على المنطقة الواقعة بين السودان وليبيا ومصر، فرضت السلطات حظر تجول مشدداً وتحسبت لهجمات محتملة.

الحرب مستمرة.. والأمم المتحدة تحذر من مجازر

رغم الانتصارات التكتيكية للجيش، فإن الحرب لا تظهر مؤشرات قريبة للانتهاء. فمن ناحية، تواصل قوات الدعم السريع تلقى دعم لوجستي من جهات إقليمية، وفق اتهامات سودانية، ومن ناحية أخرى، حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار القتال قد يؤدي إلى مزيد من المجازر، خاصة مع تقارير عن تصفيات ميدانية ضد مدنيين.

==

مصادر التقرير:

إندبندنت عربية

الجزيرة نت 

منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق السر وراء الخلاف بين ترامب وماسك.. خفض الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية
التالى من داخل حديقة الأزهر.. مراسل "إكسترا نيوز" يرصد مظاهر فرحة المواطنين بالعيد