قالت رحمة حسن الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، لم يكن التهديد الإيراني حول غلق مضيق هرمز الأول من نوعه، بل شهدت العلاقات الإيرانية الأمريكية تلويح متكرر بإغلاق المضيق دون التنفيذ الفعلي على مدار السنوات الماضية خلال فترات المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية.
وتابعت حسن في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلا أن تكلفة غلق المضيق المهدد أمنيًا دون غلق كلي، قد يؤدي لنزيف من الخسائر الاقتصادية لدول العالم في ظل تأثيره على ارتفاع أسعار النفط العالمي، كما سيؤثر على صادرات إيران ذاتها من النفط العالمي وكذلك دول الخليج، ويمتد الأمر ليؤثر على الدول المستوردة للنفط من تلك الدول، حيث شكّلت 3 دول آسيوية 59.6% من إجمالي صادرات الخام الإماراتي خلال الأشهر الـ 11 الأولى لعام 2024، وجاءت أول 5 دول مستوردة للنفط الإماراتي في:
(اليابان: 791 ألف برميل يوميًا- الصين: 614 ألف برميل يوميًا- الهند: 364 ألف برميل يوميًا- تايلاند:351 ألف برميل يوميًا- كوريا الجنوبية: 249 ألف برميل يوميًا).
وأشارت حسن إلى أن الصين تحصل على أكبر نسبة من النفط المصدر من دول الخليج بنحو 201.9 مليون طن خلال عام 2023، كما تمثل العراق ثاني أكبر مصدر للنفط الخام من الشرق الأوسط، حيث تبلغ عائداته 111 مليار دولار عام 2022، ويمتلك خامس أكبر احتياطي نفطي في العالم.
قرار غلق مضيق هرمز لن يؤثر على الدول المصدرة فقط بل المستوردة للنفط
وأكدت حسن أن قرار غلق مضيق هرمز لن يؤثر فقط على الدول المصدرة، ولكن الدول المستوردة للنفط والتي تقع غالبيتها في جنوب آسيا، بالتالي فإن التوجه إلى تلك الدول عبر البدائل في البحر الأحمر وطريق الرجاء الصالح سيضاعف من قيمة النقل وسعر النفط المصدر، بما سينعكس على زيادة التضخم العالمي.
وتابعت حسن: "من الناحية القانونية، فيعد المضيق الواقع بين دولتي عمان وإيران منفذًا بحريا دوليًا ومنفذ لدول الخليج على بحر العرب وخليج عمان والمحيط الهندي، ويتسع من 35 م إلى 60 ميلًا بحريًا، ويضم عددا من الممرات الملاحية أكبرها يجاور دولة عمان بعرض 42 مترًا، والمرور فيه يخضع لحق الملاحة الدولية دون أخذ رأي أي من الدولتين، وفقًا لاتفاقية البحار مع احترام حق الدول في القيام بأي أمر قد يهدد سلامتها، ونتيجة لهذا الأمر فمن الممكن أن يتمثل التهديد الإيراني إما في غلق المضيق من ناحيتها وهو ما قد يبطئ من حركة المرور دون غلق كامل، أو قيام الحرس الثوري الإيراني بالسيطرة على المضيق عبر تهديد السفن العابرة، في ظل محاولات إيران السيطرة على المضيق، إلا أنه قد يمثل إعلانا للحرب ضد دول قد تكون حلفائها مثل الصين، أو الغرب ممثل في أوروبا والولايات المتحدة".
وأوضحت حسن أن مضيق هرمز قد يمثل ورقة ضغط إيراني في محاولة للرجوع إلى طاولة المفاوضات وإيقاف الهجمات المتبادلة.