خبراء عسكريون لـ"الدستور": إغلاق مضيق هرمز له تأثير خطير على سوق النفط العالمى

كشف عدد من الخبراء العسكريين عن تداعيات الحرب الخطيرة الحالية بين إيران وإسرائيل، وخاصة مع التصريحات الإيرانية الأخيرة باحتمالية إغلاق  مضيق هرمز.

وأكد الخبراء في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، خطورة إغلاق مضيق هرمز، كونه ممرا استراتيجيا تمر عبره 30% من إمدادات الطاقة العالمية.

اللواء الشهاوي: الحرب بين إسرائيل وإيران تهدد باضطرابات شاملة في الشرق الأوسط

حذر اللواء أركان حرب دكتور محمد الشهاوي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، من التداعيات الخطيرة للحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أنها تمثل تهديدًا كبيرًا للأمن الإقليمي والعالمي، وقد تنزلق إلى حرب عالمية حال تدخل أطراف جديدة فيها.

وأكد الشهاوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن العالم يواجه اليوم شكلًا جديدًا من الحروب، يعتمد على ما وصفه بـ"أسلحة الاضطراب الشامل"، التي تستهدف زعزعة الاستقرار عبر الحصار السياسي والاقتصادي ونشر الفوضى، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح "الشهاوي" أن من أخطر تداعيات هذه الحرب المحتملة إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز، وهو ممر استراتيجي تمرّ عبره 30% من إمدادات الطاقة العالمية. 

وبيّن أن أي محاولة لغلق المضيق ستؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار الطاقة وتكاليف النقل والتأمين، ما يُلحق ضررًا بالغًا بالدول الأوروبية والخليجية والعالم بأسره، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح لطهران باتخاذ هذه الخطوة.

واستعرض "الشهاوي" مجريات التصعيد، لافتًا إلى أن إسرائيل شنت يوم الجمعة الماضي هجومًا على إيران باستخدام نحو 200 طائرة في خمس موجات، في حين ردّت طهران مساء اليوم نفسه بـ200 صاروخ، ما أسفر عن خسائر متبادلة للطرفين. 

وشدد على أن واشنطن تسعى حاليًا للضغط باتجاه وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات النووية، لاحتواء التصعيد ومنع توسعه في المنطقة.

وأشار "الشهاوي" إلى أن إغلاق مضيق هرمز سيجبر الدول المستوردة على استخدام طرق بديلة عبر البحر الأحمر أو رأس الرجاء الصالح، ما سيؤدي إلى ارتفاع إضافي في أسعار النفط والغاز.

القبطان اسبيته يحذر من خطورة أى تصعيد يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز

 من جانبه، حذر القبطان محمد اسبيته مستشار هيئة الموانئ الفلسطينية السابق، من خطورة أي تصعيد قد يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز، مؤكدًا أن المضيق يُعد شريانًا رئيسيًا لتدفق النفط من دول الخليج العربي إلى العالم، ولا يوجد له بديل فعلي للسفن القادمة أو الخارجة من دول مثل الكويت والسعودية والبحرين وقطر والإمارات.

وأوضح اسبيته في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن السعودية تملك منافذ بحرية على البحر الأحمر مثل ميناءي جدة وينبع، لكن أهم منشآتها لتصدير النفط، كميناء الجبيل، تقع على الخليج العربي، ما يجعلها تعتمد بشكل رئيسي على مرور السفن عبر المضيق. 

وأشار إلى أن نحو ثلثي نفط العالم يعبر من مضيق هرمز، الذي يفصل بين الخليج العربي وبحر العرب، ويقع بين إيران وسلطنة عمان، وتتمتع طهران بنفوذ كبير على ممراته.

وأكد "اسبيته" أن إغلاق المضيق سيؤدي إلى تأثير مباشر وعميق على سوق الطاقة العالمية، حيث لن تتمكن ناقلات النفط من الوصول إلى الأسواق العالمية، ما سيشعل أسعار النفط. 

وأضاف أن إيران تمتلك القدرة على فرض سيطرة كاملة على المضيق، إلا أن مثل هذا التحرك سيدفع قوى كبرى، على رأسها الولايات المتحدة، إلى التدخل لمنع إغلاقه.

واختتم بالقول إن الوضع الميداني آخذ في التصاعد، متوقعًا هجومًا إيرانيًا ثالثًا، مشيرًا إلى أن إيران تمتلك خبرة طويلة في إدارة الحروب، كما أثبتت خلال حربها مع العراق.