قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والشئون الدولية، إن الصراع الحالي بين إيران وإسرائيل بات مفتوحًا على جميع الاحتمالات، مشيرًا إلى أن كل الخيارات لا تزال مطروحة أمام الطرفين، سواء في المسار العسكري أو السياسي، وأن أية مواجهة ميدانية ستقود في النهاية إلى سيناريو تفاوضي بشكل أو بآخر.
السيناريو الأول: تصعيد عسكري مؤقت يسبق التفاوض
وأوضح فهمي، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن المشهد الراهن يضعنا أمام ثلاثة سيناريوهات رئيسية، أولها استمرار العمليات العسكرية لعدة أسابيع، وهو ما يبدو أن إسرائيل تدفع باتجاهه رغم التحفظات الأمريكية المتزايدة، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني والسلوك الإقليمي لطهران.
وتوقع أن ينتهي هذا السيناريو بمفاوضات سياسية تُبنى على نتائج الميدان والمكاسب التكتيكية لكل طرف.
السيناريو الثاني: تهدئة مشروطة بجهد دولي واسع
وأضاف أن السيناريو الثاني يتمثل في وقف التصعيد عند هذه النقطة، وهو ما يتطلب جهدًا دوليًا واسع النطاق، وتدخلًا من قوى إقليمية كروسيا، وباكستان، والسعودية، إلى جانب الدور المحوري للولايات المتحدة.
وأكد أن أي مفاوضات محتملة ستنطلق من النقطة التي توقفت عندها المسارات الدبلوماسية سابقًا، لكنها ستكون محكومة بحسابات ميدانية ومعطيات جديدة فرضها الصراع.
السيناريو الثالث: مواجهة ممتدة على غرار حرب أوكرانيا
أما السيناريو الثالث، بحسب فهمي، فيتعلق بانزلاق الصراع إلى مواجهة عسكرية مفتوحة وطويلة الأمد، تُشبه في نمطها ما جرى في غزة أو بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار إلى أن الهدف في هذه الحالة سيكون إسقاط النظام الإيراني، أو على الأقل تحجيم قدراته النووية والصاروخية لأطول فترة زمنية ممكنة.
الموقف الأمريكي «مراوغ» حتى الآن
واختتم فهمي حديثه مؤكدًا أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق مكاسب عسكرية تُترجم لاحقًا إلى أوراق ضغط تفاوضية، في حين تحاول إيران الخروج من هذه المواجهة بأقل الخسائر، لفرض معادلات جديدة في الإقليم.
وشدد على أن الموقف الأمريكي لا يزال "مراوغًا"، لكنه في حال تضررت المصالح الأمريكية بشكل مباشر في الشرق الأوسط، فمن المتوقع أن تتخذ واشنطن قرارًا حاسمًا بالتدخل العسكري لتأمين مصالحها، وليس بالضرورة لحساب إسرائيل فقط.