سر الهجوم الإيراني على «بات يام».. مدينة إسرائيلية حولها القصف إلى حطام

سر الهجوم الإيراني على «بات يام».. مدينة إسرائيلية حولها القصف إلى حطام
سر
      الهجوم
      الإيراني
      على
      «بات
      يام»..
      مدينة
      إسرائيلية
      حولها
      القصف
      إلى
      حطام

في الساعات الأولى من فجر الأحد، تحولت بلدة بات يام الهادئة إلى ساحة حرب بعد أن استهدفتها صواريخ إيرانية.

وفقاً لمراسل CNN نيك روبرتسون الذي كان في الموقع، سقطت الصواريخ حوالي الساعة 2:30 صباحاً بالتوقيت المحلي، محولة مجمعاً سكنياً إلى أنقاض. بين الحطام، كانت ألعاب أطفال مبعثرة، شاهد صامت على حياة مدنية انقلبت رأساً على عقب في لحظات.

تصريحات إيرانية مثيرة للجدل

رداً على الاتهامات باستهداف المناطق المدنية، قال العميد أبو الفضل شكارجي، المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية:"صواريخنا الدقيقة قادرة على اختراق جميع الدفاعات الإسرائيلية". وأضاف : "التشويش الإسرائيلي" هو الذي حول مسار الصواريخ عن الأهداف العسكرية المخطط لها، بما في ذلك مقر وزارة الحرب الإسرائيلية.

جهود الإنقاذ 

نقل دين إلسدون، المتحدث الدولي باسم الشرطة الإسرائيلية، لشبكة CNN مشاهد مؤلمة عن جهود الإنقاذ الجارية. "نخشى أن يكون هناك المزيد من الضحايا تحت الأنقاض"، قال إلسدون، مشيراً إلى أن العدد الأولي للجرحى بلغ العشرات مع توقع ارتفاع الرقم، مؤكدا أن فرق الإنقاذ تعمل على مدار الساعة في ظل ظروف بالغة الخطورة.

التعليمات الأمنية للسكان

سلط إلسدون الضوء على أهمية الانضباط المدني في مثل هذه الأزمات، قائلاً: "نناشد المواطنين الالتزام بتعليمات السلامة، والبقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر". وحذر من مشاركة مواقع سقوط الصواريخ على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن هذه المعلومات قد تستغلها إيران لضبط دقة ضرباتها المستقبلية.

الخلفية الاستراتيجية للهجوم

يأتي هذا الهجوم في إطار ما أسمته إيران "الوعد الصادق 3"، وهو تصعيد عسكري ممنهج ضد إسرائيل، فيما تشير المصادر العسكرية إلى أن الهجوم الأخير شمل عشرات الصواريخ الباليستية، بعضها تمكن من اختراق منظومة القبة الحديدية الدفاعية، مما يطرح تساؤلات حول فاعلية الدفاعات الإسرائيلية في مواجهة الترسانة الصاروخية الإيرانية المتطورة.

ردود الفعل الدولية

دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضبط النفس. في المقابل، أكدت إيران أن عمليتها جاءت ردا على "العدوان الإسرائيلي المتكرر"، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية السابقة على المنشآت الإيرانية في سوريا.

تداعيات إنسانية واجتماعية

المشاهد التي بثتها وسائل الإعلام من موقع الهجوم أظهرت دماراً شاملاً في البنية التحتية للمنطقة، المدارس والمستشفيات القريبة اضطرت لاستقبال المصابين في ظل نقص الموارد، والسكان المحليون تحدثوا عن صدمة نفسية عميقة، خاصة بين الأطفال الذين شهدوا لحظات الرعب أثناء الهجوم.

مستقبل التصعيد العسكري

يطرح الهجوم الأخير تساؤلات حول احتمالات التصعيد المستقبلية، حيث يحذر  خبراء عسكريون من أن استهداف المناطق المدنية من كلا الجانبين قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من العنف، مع توقعات بتجدد القتال في الأيام القادمة. 

في الوقت نفسه، تدعو أطراف دولية إلى وساطة عاجلة لاحتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة.

مدينة ساحلية تحولت إلى ساحة حرب

تقع بات يام على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ضمن محافظة تل أبيب في إسرائيل، وتبعد حوالي 7 كم جنوب مدينة يافا، تأسست عام 1926، وتُعد واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في المنطقة، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 160 ألف نسمة، معظمهم من اليهود، مع وجود أقلية عربية صغيرة.

الأهمية الاستراتيجية

رغم أنها مدينة سكنية في الأساس، إلا أن موقعها القريب من تل أبيب (المركز الاقتصادي والعسكري لإسرائيل) جعلها عرضة للهجمات في الصراعات الأخيرة،  كما أنها تقع على مسافة قريبة من قواعد عسكرية إسرائيلية، مما قد يفسر استهدافها بالصواريخ الإيرانية وفقاً للادعاءات الإسرائيلية.

وخلال السنوات الأخيرة، تعرضت بات يام عدة مرات لقذائف صاروخية أطلقتها كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) من غزة، لكن الهجوم الإيراني المباشر يُعد تصعيداً غير مسبوق، حيث أن إيران لم تكن تستهدف إسرائيل مباشرةً من أراضيها في السابق.

طابع المدينة قبل الهجوم

كانت بات يام تُعرف بشواطئها السياحية وحركتها التجارية النشطة، خاصة في قطاع السياحة والخدمات، كما تضم مناطق سكنية مكتظة بمباني متوسطة الارتفاع، وهو ما يفسر الدمار الكبير الذي خلفه القصف الإيراني في الأحياء المدنية.

لماذا بات يام بالتحديد؟

تشير التحليلات العسكرية إلى أن إيران ربما استهدفتها لسببين رئيسيين: الضغط النفسي بسبب قربها من تل أبيب، مما يرسل رسالة تهديد للسكان والإدارة الإسرائيلية، ووجود أهداف عسكرية غير معلنة قد تكون إيران تعتقد بوجود مواقع عسكرية أو استخباراتية في المنطقة.

تداعيات الهجوم على المدينة

بعد الضربات الأخيرة، أُغلقت المدارس والمتاجر، وتم إخلاء العديد من السكان نحو مناطق أكثر أمناً في الشمال، كما أن الدمار في البنية التحتية قد يحتاج إلى أشهر للإصلاح، خاصة في الأحياء التي تضررت فيها شبكات المياه والكهرباء.

==

مصادر التقرير:

سي إن إن 

تصريحات المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية

بيانات المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية

تقارير الأمم المتحدة حول الأزمة

مصادر عسكرية غربية وإسرائيلية

شهود عيان من موقع الهجوم

جهاز الإحصاء المركزي الإسرائيلي (تقرير 2024)

موقع بلدية بات يام الرسمي

تقارير صحفية من "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت"

تحليلات عسكرية من معهد "أميركا-إسرائيل" للأمن القومي

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الثلاثاء.. انطلاق الدورة التدريبية المجانية لتعليم الخط العربي بالمركز الثقافي بطنطا
التالى هجوم انتحاري بالطائرات المسيرة على القوات الأمريكية في العراق