رمسيس الثاني.. من ميت رهينة إلى بهو المتحف المصري الكبير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في البهو الرئيسي للمتحف المصري الكبير يقف تمثال الملك رمسيس الثاني مستقبلاً لزوار المتحف، حيث يعد تمثال الملك رمسيس الثاني من أبرز القطع الأثرية المعروضة في المتحف المصري الكبير، ويتميز التمثال بارتفاعه البالغ 12 مترا ووزنه الذي يصل إلى 83 طنا، وهو منحوت من الجرانيت الوردي. 

تم اكتشاف التمثال في عام 1820 بواسطة عالم الآثار الإيطالي جيوفاني كافيليا في منطقة ميت رهينة -منف القديمة- وكان مكسورا إلى ستة أجزاء، ويعتقد أن التمثال تم نحته قبل أكثر من 3200 عام، وكان في الأصل قائماً أمام معبد الإله بتاح في مدينة منف. 

 

ميت رهينة

مر تمثال الملك رمسيس الثاني برحلات عديدة من النقل والترميم أولى تلك الرحلات كانت في عام 1955 حيث نقل التمثال من ميت رهينة إلى ميدان باب الحديد -ميدان رمسيس حالياً- في القاهرة، بناءً على قرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كجزء من مبادرة لتزيين الميادين العامة.

وفي عام 2006 تم نقل التمثال مرة أخرى إلى موقع مؤقت بجوار المتحف المصري الكبير لحمايته من التلوث البيئي في وسط القاهرة والاهتزازات الناتجة عن حركة المرور.

وآخر محطات تمثال الملك رمسيس الثاني كانت في عام 2018 حيث استقر التمثال في موقعه النهائي داخل بهو المتحف المصري الكبير، ليكون أول قطعة أثرية تستقبل الزوار عند دخولهم. 

 

عملية النقل

وتمت عملية نقل التمثال لمسافة 400 متر من موقعه المؤقت إلى داخل البهو الرئيسي للمتحف، وبتكلفة بلغت حوالي 13.6 مليون جنيه مصري، تم فيها استخدام نظام روافع هيدروليكية متزامنة، كل منها بقدرة 160 طنا، لضمان رفع التمثال بأمان، كما استخدمت شاحنة خاصة مزودة بـ128 عجلة موزعة على 16 محوراً لتوزيع الوزن الثقيل للتمثال، وتم إنشاء طريق خاص لتحمل الوزن الثقيل وضمان سلامة النقل، وصاحب عملية النقل موكب رسمي حضره عدد من المسؤولين والسفراء، مع عزف للموسيقى العسكرية.

تم تصميم موقع التمثال داخل المتحف بحيث يتعامد ضوء الشمس على وجهه مرتين في السنة: في 21 أكتوبر و21 فبراير، وهو ما يتزامن مع تاريخ تتويج الملك رمسيس الثاني. تمت هذه الدراسة بالتعاون مع خبراء في الهندسة والآثار. 

والملك رمسيس الثاني، المعروف بلقب "رمسيس العظيم"، من أبرز ملوك مصر القديمة وأكثرهم تأثيراً في تاريخها، وقد حكم مصر لمدة تقارب 67 عاماً -من 1279 وحتى 1213 قبل الميلاد، مما جعله من أطول الفراعنة حكمًا في التاريخ المصري.

 

معبد أبو سمبل

وللملك رمسيس العديد من الإنجازات المعمارية منها معبد أبو سمبل والذي يتميز بواجهته الضخمة التي تضم أربعة تماثيل عملاقة للملك، ويُعد من أبرز المعالم الأثرية في مصر، وأيضا معبد الرامسيوم وهو معبد جنائزي يقع في مدينة طيبة -الأقصر حالياً- وقد خصص المعبد لعبادة رمسيس الثاني بعد وفاته، يحتوي على نقوش تصور معاركه وانتصاراته العسكرية.

إلى جانب قاعة الأعمدة الكبرى في الكرنك، وأكمل رمسيس الثاني بناء هذه القاعة، التي تُعد من أعظم الإنجازات المعمارية في مصر القديمة، وتتميز بأعمدتها الضخمة المزينة بالنقوش.

وللملك رمسيس الثاني العديد من الإنجازات العسكرية والسياسية منها: معركة قادش والتي قاد فيها جيشه ضد الحيثيين، والتي تُعد من أشهر المعارك في التاريخ القديم، وبعد معركة قادش، أبرم رمسيس الثاني معاهدة سلام مع ملك الحيثيين، وتُعتبر هذه المعاهدة أول معاهدة سلام موثقة في التاريخ.

 تزوج رمسيس الثاني من الملكة نفرتاري، التي شيد لها معبدا بجوار معبده في أبو سمبل، أنجب عددا كبيراً من الأبناء، يُقدر عددهم بنحو 100 ابن و60 ابنة، وقد توفي رمسيس الثاني عن عمر يُقدر بـ90 عاما. تم اكتشاف مومياءه في خبيئة الدير البحري عام 1881، ونقلت إلى باريس في سبعينيات القرن الماضي للعلاج، حيث استقبلت استقبالا رسمياً.

ويمتد المتحف على مساحة 500000 متر مربع -حوالي 117 فدانا-، مما يجعله أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويقع المتحف على هضبة الجيزة، على بعد 2 كيلومتر من أهرامات الجيزة، مما يوفر إطلالة بانورامية على الأهرامات الثلاثة، وتبلغ المساحة البنائية للمتحف حوالي 48000 متر مربع، مع تخصيص 168000 متر مربع لمناطق العرض المتحفي ومن المقرر افتتاح المتحف رسميا في حفل مهيب يشهده عدد كبير من الضيوف حول العالم في الثالث من يوليو المقبل.

يضم المتحف أكثر من 100000 قطعة أثرية، تغطي فترات زمنية تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الروماني. 

ومن أبرز المجموعات المعروضة، مجموعة توت عنخ آمون حيث يتم عرض 5398 قطعة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، بما في ذلك المقاصير والتوابيت الذهبية، لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.  وأيضًا الدرج العظيم الذي يحتوي على 87 قطعة أثرية ضخمة، منها تماثيل لملوك مثل تحتمس الثالث وأمنحتب الثالث، موزعة على ستة مستويات بارتفاع يوازي ستة أدوار. 

كما يحتوي المتحف على 12 قاعة عرض بمساحة إجمالية تبلغ 18000 متر مربع، تعرض كنوز الحضارة المصرية القديمة. إضافة إلى متحف الطفل بمساحة 5000 متر مربع، يهدف إلى تعليم الأطفال عن الحضارة المصرية من خلال وسائط متعددة ونماذج تفاعلية، كما المتحف المصري الكبير تسع قاعات، منها القاعة الكبرى متعددة الاستخدامات بمساحة 3000 متر مربع، تسع 900 فرد، وقاعة عرض ثلاثية الأبعاد بسعة 500 فرد.

WhatsApp Image 2025-06-14 at 5.00.52 AM
WhatsApp Image 2025-06-14 at 5.00.52 AM
WhatsApp Image 2025-06-14 at 5.00.53 AM
WhatsApp Image 2025-06-14 at 5.00.53 AM
WhatsApp Image 2025-06-14 at 5.01.22 AM
WhatsApp Image 2025-06-14 at 5.01.22 AM

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بأكثر من 145%.. مصر تضاعف استيراد الغاز الطبيعي لـ 1.8 مليار دولار
التالى رئيس جامعة قناة السويس يتابع أعمال سير امتحانات كلية الزراعة