أكد عبدالرحمن عبدالغني، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والمعدنية، أن التطور التكنولوجي المتسارع لا يُمثل تهديدًا للعمال كما يعتقد البعض، بل يُمكن أن يتحول إلى فرصة حقيقية تعود بالنفع على طرفي العملية الإنتاجية؛ العمال وأصحاب الأعمال على حد سواء.
وأوضح، أن ما يشهده العالم من ثورة رقمية وتقدم في أدوات التصنيع والتحكم الآلي قد يؤدي بالفعل إلى تغييرات في طبيعة بعض الوظائف، إلا أنه يفتح في المقابل آفاقًا واسعة لخلق فرص عمل جديدة تتسم بمستوى أعلى من الكفاءة والتخصص.
وأشار "عبدالغني"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أهمية الاستعداد الجاد لهذا التحول، من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، وتحديدًا عبر التوسع في برامج التدريب والتأهيل المهني، لضمان رفع كفاءة العمال وتزويدهم بالمهارات المطلوبة لسوق العمل المعاصر، الذي بات يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا والرقمنة.
ولفت إلى أن العمالة المصرية تتمتع بقدرات كامنة وإمكانات واعدة، لكن ما تزال هناك حاجة ملحّة إلى دعمها عبر منظومة تدريب متكاملة تواكب التطورات العالمية.
ونوّه رئيس النقابة، إلى وجود نماذج ناجحة بالفعل داخل بعض المصانع والشركات، حيث تم تأهيل عدد من العمال للتعامل بكفاءة مع الأجهزة الحديثة والأنظمة الرقمية، وقد أثبتوا جدارتهم في هذا المجال، مؤكدًا أن هذه التجارب تظل محدودة ولا بد من تعميمها لتشمل مختلف القطاعات الصناعية والمهنية، لضمان تحول سلس وآمن نحو اقتصاد أكثر ذكاءً وتطورًا.
واختتم "عبدالغني" تصريحاته بالتأكيد على أن الشراكة بين النقابات والجهات المعنية بالتعليم الفني والتدريب المهني تمثل محورًا أساسيًا في دعم هذه الرؤية، وتحقيق التنمية المستدامة التي تعتمد على تمكين العنصر البشري من أدوات المستقبل بدلًا من مواجهته بالخوف أو التهميش.
