هناك مؤشرات قوية على أن إسرائيل وإيران على وشك الدبء في معركة ماشرة، وهذه المرة - الخوف من حرب مباشرة، أصبح أقرب من أي وقت، ورغم تجنب الطرفان الدخول في مواجهة مباشر والأكتفاء بحرب الظل، بين إسرائيل ووكلاء إيران في المنطقة، إلا أن هناك من يرى أن نتنياهو قد يتخذ قرارًا بالهجوم على إيران حتى يحمي حكومته بعد الاضطرابات الأخيرة على خلفية أزمة تجنيد الحريديم وتهديدهم بالانسحاب من الحكومة.
الإشارات الخمسة
الإشارة الأولى تتعلق بإيران، وبتحركاتها الأخيرة عبر شحنات الوقود والمواد.
أفادت التقارير أن إيران طلبت آلاف الأطنان من بيركلورات الأمونيوم، وهي مادة صلبة عديمة اللون أو بيضاء اللون، قابلة للذوبان في الماء، وتُعدّ مؤكسدًا قويًا، حيث تُعد هذه المادة مكونًا أساسيًا في إنتاج الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، من المتوقع تسليم هذه المواد إلى إيران خلال الأشهر المقبلة، ويمكن استخدامها لإنتاج ما يصل إلى 800 صاروخ.
ووفقًا للتقرير، قد يُرسل بعضها أيضًا إلى الحوثيين في اليمن وميليشيات أخرى تابعة للحرس الثوري، على أي حال، يبدو أن جزءًا من استراتيجية إيران هو تعزيز مكانتها الإقليمية، بالإضافة إلى ترسانتها الصاروخية، في الوقت الذي تعارض فيه تقييد تطويرها في المحادثات النووية، ولكن بالنسبة لإسرائيل فإن هذا سب بكافي لضرب الشحنات أو مواقع إنتاج الصواريخ.
الإشارة الثانية هي استعدادات إسرائيل للهجوم
أفادت مجلة نيوزويك أن إسرائيل تستعد بنشاط لهجوم محتمل على منشآت إيران النووية، رهنًا بنتائج المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وصرح بأن أي اتفاق يجب أن يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم.
من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أن ترامب حذر نتنياهو من أن أي هجوم سيكون "غير مناسب" طالما استمرت الجهود الدبلوماسية، بل وأشار إلى أن الجانبين "قريبان من التوصل إلى حل". ومع ذلك، ترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية دعم أي عمل عسكري في حال فشل المحادثات.
الإشارة الثالثة: تدخل الميليشيات المرتبطة بإيران المشهد
تتزايد التوترات بين إسرائيل وإيران أيضًا بسبب وكلاء إيران في الشرق الأوسط، فخلال الأيام الأخيرة شنت إسرائيل غارات جوية في سوريا - هي الأولى منذ قرابة شهر - بعد إطلاق صاروخين على مرتفعات الجولان، ووفقًا لرويترز، حذر مصدر سوري من أن الميليشيات المدعومة من إيران في كونترا، بالقرب من الحدود مع إسرائيل، قد ترد "بأعمال انتقامية" لزعزعة الاستقرار.
في الوقت نفسه، يُذكر أن الحوثيين أطلقوا صاروخًا باتجاه المركز لدعم الفلسطينيين. لذلك، فإن التنسيق المتزايد بين الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري يُشير، وفقًا لمجلة "نيوزويك"، إلى توسع خطير للصراع يتجاوز الحرب بين إيران وإسرائيل.
حرب البقاء الشخصية لنتنياهو:
أدرجت مجلة نيوزويك الوضع السياسي للحكومة وصراعات نتنياهو مع أئتلافه يتصدر المشهد، بالنظر إلى التحديات السياسية، قد تُمثل إيران خيارًا له لتعزيز موقفه السياسي، فعندما يقوم بخطوة مثل تلك، فإن ذلك يُساعده على توحيد أنصاره تحت لوائه، ووفقًا لمجلة نيوزويك، هذا هو الوقت الأمثل لإسرائيل للهجوم - قبل أن تتعافى طهران.
عزلة إسرائيل الدولية:
أدت الحرب الدائرة إلى تزايد التهديدات بفرض عقوبات على إسرائيل على الساحة الدولية، مما أضعف موقفها وعزز موقف طهران - وفقًا لمجلة "نيوزويك". انسحبت الدول العربية التي كانت على اتصال سابق بإسرائيل: أعاد الأردن سفيره، وقطعت تركيا العلاقات الدبلوماسية، وانهارت محادثات التطبيع مع السعودية، في الوقت نفسه، عززت إيران علاقاتها مع روسيا والصين، ووفقًا لمجلة "نيوزويك"، مع تراجع التعاطف العالمي مع إسرائيل ونفاد صبر الحلفاء الغربيين - مما يمنح إيران حرية أكبر للتعبير عن أيديولوجيتها ونفوذها - وكذلك مقاومة الضغوط على برنامجها النووي.
تجدر الإشارة إلى أنه ليس من الواضح بعد مدى قرب اندلاع حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران، ولكن هذه الأسباب الخمسة قد يكون لها بالفعل تأثير على القضية.