ترامب وماسك يتنافسان في مبارزة مثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.. فما القصة؟

دعا إيلون ماسك إلى عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسخر من صلاته بـجيفري إبستين، المُدان بالاعتداء الجنسي، في حين هدد ترامب بإلغاء العقود الفيدرالية والإعانات الضريبية لشركات ماسك، في عداءٍ غير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي اندلع بين الحليفين السابقين يوم الخميس.

جاء تدهور علاقتهما الوثيقة سابقًا إلى عداء مرير على مدار عدة ساعات مميزة تبادل خلالها الرئيس وأغنى رجل في العالم إهانات شخصية عميقة حول مسائل مهمة وغير مهمة.

كانت هذه الانتقادات المباشرة لترامب أحدث تطور في المواجهة العلنية حول مشروع قانون الإنفاق الجمهوري الذي انتقده ماسك، كان ترامب وماسك حريصين على عدم توجيه أي اتهامات مباشرة لبعضهما البعض، لكنهما تخليا عن ضبط النفس يوم الخميس مع تصاعد الخلاف على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بكل منهما.

"القنبلة الكبرى".. ترامب متورط في ملفات إبستين

في أكثر اللحظات التي وصفتها صحيفة الجارديان بالـ"فظاظة" في هذه القصة المثيرة للدهشة، صرح ماسك على منصة X بأن سبب عدم نشر إدارة ترامب لملفات إبستين هو تورط الرئيس ثم اقتبس تغريدة دعا فيها إلى عزل ترامب، وقال "إن رسوم ترامب الجمركية ستؤدي إلى ركود اقتصادي".

وأضاف: "حان وقت إلقاء القنبلة الكبرى: دونالد ترامب موجود في ملفات إبستين. هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها. أتمنى لك يومًا سعيدًا يا دي جي تي"، وذلك بعد أن هدد ترامب بخفض الدعم لشركات ماسك، لأن ذلك سيوفر "مليارات الدولارات".

كانت هذه دراما غريبة أبرزت إلى أي مدى كانت علاقة ترامب وماسك علاقة مصلحة متبادلة، على الرغم من ادعاء البيت الأبيض لأشهر أنهما مجرد متوافقين أيديولوجيًا.

كما دفعت الكاتبة اليمينية آشلي سانت كلير، التي أنجبت الطفل الرابع عشر المعروف لماسك ورفعت دعوى قضائية ضده للمطالبة بنفقة الطفل، إلى إبداء رأيها، حيث كتبت على X، مشيرة إلى ترامب: "أخبرني إذا كنت بحاجة إلى أي نصيحة بشأن الانفصال"، وفق "الجارديان".

انخفضت أسهم شركة تسلا، شركة السيارات الإلكترونية التي يملكها ماسك، بنسبة تقارب 15% بعد ظهر يوم الخميس، ويتزامن هذا الانخفاض مع بدء تصريحات ترامب. 

وشركة سبيس إكس، وشركة الصواريخ التي يملكها ماسك، ليست مدرجة في البورصة، لكن الشركات المنافسة لسبيس إكس ارتفعت أسهمها بعد هذا الخبر.

مشروع قانون الميزانية عمل "بغيض مثير للاشمئزاز"

ولأسابيع، اشتكى ماسك من مشروع قانون الميزانية، واستغل تقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس، وهو مكتب غير حزبي، بأن مشروع القانون سيضيف 2.4 تريليون دولار إلى العجز على مدى العقد المقبل، كمقدمة لإدانة التشريع ووصفه بأنه "عمل بغيض مثير للاشمئزاز".

ويوم الخميس، بدا أن ترامب قد اكتفى أخيرًا من شكاوى ماسك. ففي حديثه في المكتب البيضاوي، بينما كان المستشار الألماني، فريدريش ميرز، ينظر إليه بذهول، سخر ترامب من الكدمة التي ظهرت على عين ماسك مؤخرًا، وتساءل عن سبب عدم تغطيتها.

وقال ترامب: "رأيت رجلًا سعيدًا للغاية وهو يقف خلف المكتب البيضاوي. حتى مع وجود كدمة على عينه. سألته: هل تريد بعض المكياج؟ قال: لا، لا أعتقد ذلك. وهو أمر مثير للاهتمام". وأردف: "كانت علاقتي بإيلون رائعة. لا أعلم إن كانت ستستمر".

شتائم وتهديدات وتاريخ من التحالف المنفعي

وصعد ترامب من هجومه اللاذع على ماسك، متهمًا إياه بالانقلاب على مشروع القانون، لمصلحته الشخصية فقط، إذ لم يُفد مشروع القانون شركة تسلا، شركة السيارات الكهربائية التي يملكها ماسك. كما سحب ترامب ترشيح مرشح ماسك المفضل لقيادة ناسا.

وقال ترامب: "أشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه إيلون. لم يكن لديه أي مشكلة في ذلك. فجأةً، أصبح لديه مشكلة، ولم تتفاقم إلا عندما علم أننا سنخفض تفويض السيارات الكهربائية".

ثم شن ماسك هجومًا شرسًا. فبعد دقائق من ظهور تعليقات ترامب في مقطع فيديو على منصة X، حيث كان ماسك يرد في الوقت الفعلي، اتهم ماسك الرئيس بالكذب بشأن مشروع القانون، واتهم ترامب بعدم الامتنان للملايين التي أنفقها لانتخابه.

وقال ماسك في منشور على منصة X: "لولا وجودي، لكان ترامب قد خسر الانتخابات، ولسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب، ولحصل الجمهوريون على 51 مقعدًا مقابل 49 مقعدًا في مجلس الشيوخ". وأضاف: "يا له من جحود".

في البداية، كاد أن يُشكل انتساب ماسك لفوز ترامب في الانتخابات نقطة التقاء علاقتهما، نظرًا لتأكيد ترامب أن مساهمات ماسك لم تُؤثّر على فوزه بولاية بنسلفانيا الحاسمة.

لكن بعد ذلك، نشر ترامب على منصة Truth Social أنه طرد ماسك من منصبه كمستشار خاص لأنه كان "يعاني من نقص الموارد" في البيت الأبيض، فرد ماسك: "كذبة واضحة. يا له من أمر محزن".

بعد أقل من نصف ساعة، أطلق ماسك تغريدته عن إبستين، متهمًا إياه في الواقع بالتورط في عصابة اعتداء جنسي مزعومة على الأطفال مرتبطة بإبستين، مستخدمًا تلميحًا لحركة "ماغا" لمحاولة تأليبهم ضد الرئيس.

وبهذا، تجاهل ماسك صلاته بإبستين. ففي عام 2014، ومثل ترامب، التُقطت صورة لماسك في حفلة مع غيسلين ماكسويل، صديقة إبستين السابقة التي أُدينت عام ٢٠٢١ بتهمة مساعدته في أنشطة الاتجار بالجنس التي يقوم بها الممول.

يأتي هذا الخلاف العلني بعد شراكة لافتة استمرت لفترة أطول مما توقعه العديد من الديمقراطيين في الكونجرس وفي فلك ترامب.

وأنفق ماسك مئات الملايين من الدولارات على حملة إعادة انتخاب ترامب من خلال "أمريكا باك" التي أنشأها خصيصًا، والتي تحملت جزءًا كبيرًا من حملة ترامب الدعائية، على الرغم من أن التأثير الفعلي لهذا الجهد الميداني غير واضح.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق لقاءات “بلاي أوف” الصعود في ملاعب محايدة
التالى العلم طريق إلى الإيمان لا خصمه: لماذا يخشاه رجال الدين في مواجهة الإلحاد؟