الكاميرون ونيجيريا تتحركان لتعزيز أمن الحدود في مواجهة تصعيد هجمات بوكو حرام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في تصعيد جديد للهجمات الإرهابية التي تشهدها الحدود المشتركة بين الكاميرون ونيجيريا، أعلنت السلطات في البلدين عن اتخاذ خطوات أمنية مشددة بعد موجة عنف دامية نفذتها جماعة بوكو حرام وفصائل تابعة لها، كان أبرزها هجوم مميت استهدف قاعدة عسكرية كاميرونية على أطراف بلدة وولغو الحدودية.

أسلحة متطورة وتكتيكات غير مسبوقة

وبحسب وزارة الدفاع، استخدم المهاجمون أسلحة "متطورة وغير معتادة"، من ضمنها طائرات مسيرة مفخخة، استُخدمت لأول مرة ضد القوات الكاميرونية في هذا السياق، ما تسبب في اندلاع حرائق ألحقت أضرارًا بآليات عسكرية ومنازل المدنيين في المنطقة.

وفي تعليق على الهجوم، كتب الصحفي فرانك فوت في مجلة جون أفريك أن "الهجوم على وولغو يكشف مدى تنامي قوة الجماعات المتطرفة وتطور تكتيكاتها في المواجهات الميدانية".

رد عسكري مشترك

ردًا على هذه الهجمات، نفذ الجيشان الكاميروني والنيجيري عمليات هجومية مضادة ضمن إطار قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات، التي تضم قوات من دول حوض بحيرة تشاد.

والمهاجمون أضرموا النار في مركبات عسكرية كانت تُستخدم في الدوريات، مما يعكس تصاعدًا لافتًا في قدراتهم التخريبية.

الحدود المفتوحة.. نعمة اقتصادية ونقمة أمنية

عودة النشاط التجاري بعد إعادة فتح المراكز الحدودية بين نيجيريا والكاميرون شكل دفعة اقتصادية، لكنه أيضًا ساعد الجماعات المتطرفة على إعادة تنظيم صفوفها، كما يرى مراقبون. 

فقد أُعيد افتتاح سوق الماشية في مدينة بانكي الحدودية في يناير الماضي بحضور حكام منطقتي أقصى الشمال الكاميرونية وبورنو النيجيرية، ما أدى إلى انتعاش التجارة وخلق فرص عمل جديدة.

لكن هذه العودة كانت سيفًا ذا حدين، بحسب ما يؤكده الباحث في معهد الدراسات الأمنية، سيلستين ديلانغا، الذي قال في مقال تحليلي:
“الحدود المفتوحة أنعشت الاقتصاد الإقليمي، لكنها كذلك أفادت المتمردين، فأتاحت لهم حرية الحركة لاستهداف المجتمعات والتجار".

ووثق المعهد ما لا يقل عن 29 هجومًا على شاحنات تجارية بين أمشيدي وبانكي في الفترة بين سبتمبر ونوفمبر 2024، تتهم بها فصائل من بوكو حرام، مثل "داعش غرب إفريقيا" و"جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد"، الناشطة في مناطق فوتوكول وجبال ماندرا.

جبهة جديدة في الجنوب

لم تعد تهديدات بوكو حرام محصورة في الحدود الشمالية، إذ أُعلن في يناير الماضي عن سقوط خمسة جنود كاميرونيين خلال هجمات متزامنة على الحدود الجنوبية مع ولاية تارابا النيجيرية.

 وأفاد سكان من بلدة أكوايا أن مئات المسلحين عبروا نهر مون وهاجموا قرى حدودية.

النائب في البرلمان الكاميروني عن منطقة أكوايا، أكا مارتن تيوغا، حذر من أن الجماعات المتشددة "تسعى للسيطرة على تلك المنطقة بنفس أسلوب بوكو حرام"، داعيًا الحكومة لتعزيز الوجود العسكري هناك، محذرًا من تسلل المسلحين إلى داخل المجتمعات لتنفيذ هجمات خاطفة ودموية.

دعوات لتعزيز الاستخبارات والتنسيق العسكري

دعا ديلانغا الحكومتين في ياوندي وأبوجا إلى تطوير استراتيجية استباقية لشل حركة الجماعات المسلحة قبل تنفيذ هجماتها، مشددًا على أهمية دعم الاستخبارات، وتكثيف العمليات المشتركة التي أثبتت فعاليتها في السابق، لا سيما بين عامي 2015 و2016، حين تمكنت القوات المشتركة من تفكيك معسكرات تدريب تابعة لبوكو حرام في بورنو.

كما أوصى الباحث بضرورة إشراك القوات الجوية في العمليات المقبلة، وتفعيل "عملية هادن كاي" بقيادة الجيش النيجيري، إلى جانب تأمين القوافل التجارية بنظام مرافقة عسكري دائم، للحد من استهداف المدنيين والأنشطة الاقتصادية الحيوية في المنطقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الناقد محمد عطية: المتحف الكبير يشهد بوجود مصر بقوة على خارطة العالم (خاص)
التالى الضربة الإسرائيلية ضد إيران في اليوم الـ61.. دلالة رمزية أم تصعيد محسوب؟