استقبلت الهيئة العامة لميناء الإسكندرية وفدًا رفيع المستوى من هيئة الموانئ الكينية، في زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام، بدأت وذلك بهدف تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين في وقت سابق من هذا العام، جاء ذلك في ضوء توجيهات الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، بشأن توسيع آفاق التعاون الدولي، وخاصة مع الدول الإفريقية.
وتجدر الإشارة إلى أن مذكرة التفاهم قد تم توقيعها خلال القمة الرئاسية المصرية الكينية التي عُقدت في يناير 2025 بقصر الاتحادية، حيث وقعها عن الجانب المصري الفريق مهندس كامل الوزير، وزير الصناعة والنقل، وعن الجانب الكيني الوزير الأول وزير الخارجية وشؤون المغتربين، وذلك بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا.
وكان في استقبال الوفد اللواء بحري أح/ إيهاب محمد صلاح، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لميناء الإسكندرية، حيث حيث نقل اهتمام وزاره النقل بتعزيز التعاون المصري الكيني في مجال النقل البحري وأكد خلال اللقاء الافتتاحي على عمق العلاقات بين البلدين واستعداد الهيئة لتقديم كل سبل الدعم الفني والتقني للجانب الكيني، لا سيما في مجالات تبادل الخبرات، التدريب، التحول الرقمي، والاستدامة البيئية.
شهد برنامج الزيارة عددًا من اللقاءات والاجتماعات التنسيقية التي تناولت سبل تفعيل مجالات التعاون المشترك، كما جرى استعراض أبرز مشروعات الميناء وتطوره خلال الأعوام الماضية، بما في ذلك مشروعات التوسعة، التحول الرقمي، ورفع كفاءة الخدمات اللوجستية.
وشملت الزيارة جولات ميدانية إلى محطة الركاب البحرية، ومتحف الميناء، ومحطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض، إضافة إلى تفقد الأرصفة، وهويس المالح، وميناء الدخيلة ومشروعتها الإستثمارية.
وتركّز جانب من الزيارة على جوانب عملية وميدانية، أظهرت الإمكانيات البحرية المتطورة للهيئة، حيث تم تنظيم جولة بحرية موسّعة على متن إحدى أحدث القاطرات التي انضمت مؤخرًا إلى أسطول الهيئة بقوة شد تبلغ 70 طنًا. وجرى خلال الجولة تنفيذ مناورة قطر حقيقية لاستقبال سفينة تجارية من لحظة دخولها الميناء وحتى تراكيها على الرصيف، الأمر الذي نال إشادة الجانب الكيني لما لمسه من كفاءة عالية في إدارة العمليات البحرية.
كما تم تنفيذ مناورتين إضافيتين، الأولى لمحاكاة حريق بحري وإطفائه باستخدام وحدات الإطفاء البحرية المتخصصة، والثانية لتطهير المسطح المائي باستخدام لنشات التطهير.
ومن جانبه فقد أبدى الوفد اهتمامًا بالغًا بالتقنيات البيئية والرقمية المستخدمة، وسرعة الاستجابة، ومستوى التدريب الاحترافي للعاملين في الوحدات البحرية، مما يعكس مستوى الجاهزية والتطور التي يتمتع بها ميناء الإسكندرية وكفاءه العاملين به.
وفي إطار التوسع في مجالات التعاون، زار الوفد الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن، حيث ناقش الجانبان آفاق الشراكة في مجالات الصيانة والتصنيع البحري. كما زار الوفد معهد تدريب الموانئ، وتم التباحث بشأن وضع آليات تعاون فعالة في مجالات التدريب وبناء القدرات.
الزيارة عكست التزام الجانبين بترجمة مذكرة التفاهم إلى خطوات عملية.
وقد أعرب الوفد الكيني في ختام الزيارة عن بالغ تقديره لحفاوة الاستقبال ودقة التنظيم، مؤكدًا تطلعه إلى تعاون ممتد ومثمر مع الجانب المصري. فيما جددت الهيئة العامة لميناء الإسكندرية استعدادها الكامل لدعم الجهود المشتركة في كل ما يخدم مصالح الموانئ المصرية والإفريقية وتكاملها.
