مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، يتجدد تساؤل المسلمين حول العالم عن تكبيرات العيد، موعدها، مشروعيتها، وصيغتها الشرعية المستحب ترديدها، سواء قبل العيد أو خلال أيام التشريق. وتُعد هذه التكبيرات من السنن المؤكدة التي يجتمع فيها التعبير عن الفرح والتعظيم لله تعالى.
متى تبدأ تكبيرات عيد الأضحى؟
يبدأ التكبير المطلق مع غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة، أي مع دخول أول أيام ذي الحجة، ويستمر حتى غروب شمس آخر أيام التشريق (اليوم الثالث بعد العيد). في هذه الفترة، يُستحب للمسلمين رفع أصواتهم بالتكبير في الأسواق والمنازل والمساجد والطريق، تعبيرًا عن تعظيم الله وشكره.
أما التكبير المقيد، وهو التكبير الذي يُقال عقب الصلوات المفروضة، فيبدأ من فجر يوم عرفة (اليوم التاسع من ذي الحجة)، ويستمر حتى عصر رابع أيام العيد (ثالث أيام التشريق)، وفقًا لما عليه جمهور العلماء.
أنواع التكبير في عيد الأضحى
1. التكبير المطلق
وهو غير مرتبط بالصلاة، ويجوز قوله في أي وقت طوال اليوم. يقال في البيوت، الطرقات، المساجد، وفي كل موضع، وهو سنة مشروعة.
2. التكبير المقيد
يرتبط هذا النوع بوقت الصلاة، حيث يُردّد بعد كل صلاة مفروضة، ويستمر من فجر يوم عرفة إلى عصر رابع أيام العيد. ويستحب أن يُقال بصوت جماعي في المساجد بعد الصلاة.
الصيغة المشروعة لتكبيرات عيد الأضحى
ورد عن كثير من العلماء صيغ مختلفة للتكبير، أشهرها وأحبّها إلى جمهور المسلمين:
"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد،
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا،
لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده،
لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون،
اللهم صلّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد،
وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذريّة سيدنا محمد، وسلم تسليمًا كثيرًا."
الحكمة من مشروعية التكبير
التكبير في أيام العيد هو إظهار لشكر الله على تمام النعمة، وذكرٌ لله في أعظم الأيام، وهو عبادة قلبية ولسانية تُعزز في النفس معاني الخشوع، والاعتراف بجلال الله وعظمته، كما أنه تهيئة روحية لاستقبال يوم العيد بروح الإيمان والفرح.
متى تنتهي تكبيرات عيد الأضحى؟
ينتهي التكبير بعد صلاة العصر من رابع أيام العيد، أي ثالث أيام التشريق، وهو الرأي الراجح عند جمهور الفقهاء، ويُعمل به في معظم البلاد الإسلامية، ويرى بعض العلماء أن نهاية التكبير تكون بصلاة ظهر آخر أيام التشريق، إلا أن الرأي الأول هو الأوسع قبولًا
تكبيرات عيد الأضحى سنة مؤكدة تُحيي قلوب المسلمين وتُعلي ذكر الله في أيام مباركة أقسم بها في كتابه الكريم، ويُستحب لكل مسلم ومسلمة أن يحرص على التكبير في أيام ذي الحجة، خاصة في العشر الأوائل وأيام التشريق، اغتنامًا لفضلها وبركتها.
