أفاد الجيش الإسرائيلي بأن هجوماً بطائرات مسيّرة نفذته جماعة حزب الله اللبناني استهدف قاعدة عسكرية قرب منطقة بنيامينا جنوب حيفا، وأسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة سبعة آخرين بجروح خطيرة. يعتبر هذا الهجوم الأشد منذ بدء التصعيد العسكري بين الطرفين في 7 أكتوبر 2023، ويأتي في ظل تصاعد الاشتباكات المتواصلة على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
تفاصيل الهجوم: حزب الله يتبنى العملية ويؤكد نجاحها
في بيان رسمي، أكد حزب الله أنه نفذ عملية "نوعية" باستخدام عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة لضرب عدة أهداف إسرائيلية، خاصة في نهاريا وعكا، بهدف تعطيل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، أطلق الحزب مسيّرات باتجاه قاعدة تدريب للواء النخبة الإسرائيلي غولاني في بنيامينا، مما أدى إلى مقتل وجرح عشرات الجنود الإسرائيليين.
وبحسب البيان، تمكنت الطائرات المسيّرة من تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية دون اكتشافها، لتصل إلى الهدف وتنفجر داخل المعسكر.
فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية في التصدي للطائرات المسيّرة
من جهتها، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أنظمة الدفاع الجوي، رغم اعتراضها لطائرة مسيّرة قرب نهاريا، إلا أنها فشلت في رصد الطائرة الأخرى التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية وضربت المعسكر. صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أوضحت أن الطائرة المسيرة أصابت قاعدة لواء غولاني حيث يتمركز جنود مستعدون للعمليات العسكرية ضد لبنان.
الهجوم كشف عن ثغرات كبيرة في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، مما أثار انتقادات داخلية ودعوات لتعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود الشمالية.
تداعيات الهجوم: تصعيد جديد وضغوط على الجيش الإسرائيلي
الهجوم على بنيامينا يأتي في وقت حساس حيث تصاعدت الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق شمالية بينها كريات شمونة ونهاريا، نتيجة للغارات المستمرة من الجانب اللبناني. وفي المقابل، استهدف حزب الله مواقع عسكرية إسرائيلية في معيليا والمنارة.
الهجوم الأخير يضع المزيد من الضغط على القيادة العسكرية الإسرائيلية، ويزيد من احتمالات تصعيد أكبر في الأيام المقبلة، خاصة في ظل فشل الدفاعات الجوية في منع الهجمات.
ردود الفعل العسكرية: غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب لبنان
ردًا على الهجوم، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، مستهدفًا مخازن أسلحة وتجمعات مقاتلين في محاولة للحد من قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات مماثلة في المستقبل. هذا التصعيد جاء وسط دعوات دولية متكررة للتهدئة وتحذيرات من توسع دائرة النزاع إلى مناطق أخرى في المنطقة.
تحذيرات دولية ودعوات للتهدئة
الأمم المتحدة وعدة دول أوروبية دعت إلى ضرورة ضبط النفس بين الطرفين، محذرة من أن الصراع الحالي قد يؤدي إلى مواجهة إقليمية أوسع. الولايات المتحدة أكدت من جديد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها أعربت عن قلقها من تصاعد التوترات وتأثيرها على المدنيين.
في ظل هذه التطورات، لا يبدو أن الحلول الدبلوماسية قريبة، حيث يستمر التصعيد بين حزب الله وإسرائيل على عدة جبهات. الهجوم الأخير يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، في وقت يحتاج فيه الطرفان إلى تهدئة الأوضاع.