شهدت الساعات الأخيرة تطورًا خطيرًا في الصراع المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، حيث أفادت مصادر إعلامية بإصابة 25 جنديًا إسرائيليًا في هجوم بطائرة مسيّرة على منطقة "بنيامينا" الواقعة جنوب مدينة حيفا. وفقًا لتقارير نقلتها إذاعة الجيش الإسرائيلي، نُفّذ الهجوم بواسطة طائرة مسيّرة أطلقتها قوات حزب الله، وهو الهجوم الذي يعتبر من أخطر الهجمات منذ اندلاع الصراع المسلح في 7 أكتوبر 2023.
تفاصيل الهجوم
الهجوم وقع مساء السبت في حوالي الساعة السابعة مساءً، حيث أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن طائرتين بدون طيار عبرتا الحدود اللبنانية. نجحت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض إحدى الطائرتين في منطقة كريات دون أن تُسفر عن أضرار، بينما فشلت في اعتراض الطائرة الثانية التي استهدفت تجمعًا عسكريًا في "بنيامينا"، مما أدى إلى إصابة 25 جنديًا على الأقل، منهم 8 إصابات وُصفت بالخطيرة.
فشل منظومات الدفاع الجوي
أحد أكبر الأسئلة التي أثارها هذا الهجوم هو فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في رصد الطائرة المسيرة وإسقاطها. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، لم يتم تفعيل صفارات الإنذار لتحذير الجنود في الوقت المناسب، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف القوات. يُعد هذا الفشل ضربة كبيرة لمنظومة الدفاع الإسرائيلية في ظل تكثيف هجمات المسيرات من قِبل حزب الله.
الرد الإسرائيلي
في أعقاب الهجوم، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ في المنطقة المتضررة وبدأت عملية تقييم واسعة لخططها الأمنية، خاصة في المناطق الشمالية المتاخمة للحدود اللبنانية. تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ ضربات جوية على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، مشيرة إلى استهداف ما يزيد عن 40 موقعًا في يوم الهجوم.
التصعيد المستمر
الهجوم الذي وقع في "بنيامينا" يأتي في سياق تصاعد مستمر للعمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل على الحدود اللبنانية، إذ يشهد الطرفان يوميًا تبادلًا للهجمات بالقذائف الصاروخية والمسيرات. يُخشى أن يؤدي هذا التصعيد إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة تشمل مناطق أخرى، خاصة في ظل التوترات القائمة في المنطقة نتيجة للعمليات العسكرية في غزة.
ردود الفعل الدولية
على المستوى الدولي، توالت ردود الفعل من مختلف الدول الداعية إلى التهدئة وضبط النفس. طالبت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات والعمل على إيجاد حلول دبلوماسية لوقف التصعيد بين الطرفين. من جهة أخرى، يبقى الترقب سيد الموقف في ظل المخاوف من توسع نطاق الصراع.
حزب الله يتبنى الهجوم
في بيان نُشر عبر تطبيق تيلجرام، تبنى حزب الله الهجوم الذي استهدف الجنود الإسرائيليين، مؤكدًا أن الهجوم كان ردًا على الغارات الإسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان. وأشار البيان إلى أن الهجمات ستستمر طالما استمرت الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.
