أكدت وكالة التجسس في كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، أن جنديين من كوريا الشمالية تم أسرهما من قبل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الحدودية الروسية لم يطلبا اللجوء إلى كوريا الجنوبية، وذلك بعد حديث كييف عن رغبتها في استبدال جنود كوريا الشمالية بأسراها لدى روسيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على منصة X أمس، إنه على استعداد لتسليم الجنود إلى كوريا الشمالية إذا رتب زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، عملية تبادل مع أسرى الحرب الأوكرانيين في روسيا، مشيرا إلى أنه قد تكون هناك خيارات أخرى للجنود الكوريين الشماليين الذين لا يرغبون في العودة إلى ديارهم.
أوكرانيا تخطط لاستبدال أسرى كوريا الشمالية
وأشار مقطع فيديو نشرته الحكومة الأوكرانية إلى أن أحد الجنود الأسرى على الأقل أعرب عن رغبته في البقاء في أوكرانيا.
وفي إحاطة مغلقة في الجمعية الوطنية لكوريا الجنوبية، اليوم، أكدت هيئة الاستخبارات الوطنية مشاركتها في استجواب الجنود الكوريين الشماليين من قبل السلطات الأوكرانية لكنها أكدت أن الجنود لم يعبروا عن طلب إعادة التوطين في كوريا الجنوبية، وفقًا لنائبين حضرا الاجتماع وذلك وفق وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
وقالت الهيئة إنها على استعداد لمناقشة الأمر مع السلطات الأوكرانية إذا طلب الجنود في النهاية الذهاب إلى كوريا الجنوبية.
وبحسب الوكالة انشق حوالي 34 ألف كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية، لتجنب الصعوبات الاقتصادية والقمع السياسي، ومعظمهم منذ أواخر التسعينيات.
وقال كو بيونجسام، المتحدث باسم وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، التي تتعامل مع الشؤون بين الكوريتين، إن تسهيل لجوء الجنود الكوريين الشماليين يتطلب مراجعة قانونية، بما في ذلك القانون الدولي، والتشاور مع الدول ذات الصلة موضحا "لا يوجد شيء يمكننا قوله في المرحلة الحالية".
وتعتقد وكالة التجسس الكورية الجنوبية أن حوالي 300 جندي كوري شمالي لقوا حتفهم وأصيب 2700 آخرون أثناء القتال ضد القوات الأوكرانية، فيما يمثل أول مشاركة لكوريا الشمالية في صراع واسع النطاق منذ الحرب الكورية 1950-1953.
وقدرت الوكالة أن الكوريين الشماليين يكافحون للتكيف مع الطائرات بدون طيار وغيرها من عناصر الحرب الحديثة كما أنهم يعانون من قلة التدريب بسبب التكتيكات البدائية لقادتهم الروس، الذين ألقوهم في حملات هجومية دون تقديم دعم إطلاق ناري خلفي، وفقًا لما ذكره لي سيونج كويون، وهو عضو في البرلمان حضر إحاطة المخابرات.
سول تخشى تجربة كوريا الشمالية في روسيا
وقالت الوكالة إن المذكرات التي عُثر عليها على جنود كوريين شماليين قتلى تشير إلى أنهم أُمروا بالانتحار قبل أسرهم، مشيرة إلى أن أحد الجنود الكوريين الشماليين، الذي كان يواجه خطر القبض عليه من قبل القوات الأوكرانية، صاح "الجنرال كيم جونج أون" وحاول تفجير قنبلة يدوية قبل إطلاق النار عليه وقتله.
وقال مون سيونج موك، العميد المتقاعد من كوريا الجنوبية، إن ارتفاع حصيلة القتلى بين الجنود الكوريين الشماليين كان متوقعا، حيث لم يكونوا مستعدين بشكل كاف لمهمة غير مألوفة في تضاريس منطقة كورسك، والتي تختلف كثيرا عن الطبيعية الجبلية في كوريا الشمالية.
وقال مون، الذي شارك في العديد من المحادثات العسكرية مع كوريا الشمالية، إن هناك عيبا آخر بالنسبة للكوريين الشماليين وهو أنهم لا يقومون بعمليات مستقلة ولكنهم يُدفعون إلى القتال تحت قيادة روس، وربما يكافحون مع تكتيكات غير مألوفة وقضايا الاتصال بسبب الحواجز اللغوية، مشيرا إلى أن القوات الكورية الشمالية قد تقوم بتشغيل فرق مراقبة خاصة لاعتقال أو إعدام الفارين من الخدمة.
وأكد مون أن المشاركة في الأزمة الأوكرانية قد تشكل تهديدا كبيرا لكوريا الجنوبية، حيث قد تكتسب القوات الكورية الشمالية خبرة قتالية حاسمة وقد توفر روسيا نقل التكنولوجيا التي يمكن أن تعزز جيش كوريا الشمالية المسلح نوويا.