الزوج المدمن.. أم سمر بمحكمة الأسرة: جوزي بيشغل بناته علشان يصرفوا على مزاجه

الزوج المدمن.. أم سمر بمحكمة الأسرة: جوزي بيشغل بناته علشان يصرفوا على مزاجه
الزوج
      المدمن..
      أم
      سمر
      بمحكمة
      الأسرة:
      جوزي
      بيشغل
      بناته
      علشان
      يصرفوا
      على
      مزاجه

في قاعة محكمة الأسرة، حيث تتلاقى أصوات المعاناة مع صمت القوانين، وقفت أم سمر، امرأة في السادسة والثلاثين من عمرها، تشبه في قوتها المصارعات الأسطوريات.. جسدها العملاق يحمل في طياته آلامًا لا تُحصى، وعينيها تحملان نظرة تحدٍّ وإصرار. بيدها عكازٌ يدعم ساقًا مكسورة، وفي اليد الأخرى تمسك بطفلتها الصغيرة ذات الأعين الواسعة التي لم تعرف من الحياة سوى القسوة.

كانت أم سمر خريجة كلية الحاسبات والمعلومات، لكنها وجدت نفسها تعمل في البيوت لتوفير لقمة العيش لبناتها الثلاث. بناتها... اللواتي أصبحن ضحايا لإدمان أبيهن الذي تحول من موظف في الأوقاف إلى شبحٍ يطارد الأسرة بظله الأسود.

بدأت القصة قبل 14 عامًا، عندما تزوجت أم سمر من رجل كان يبدو طبيعيًا، لكن سرعان ما انقلبت حياتهما رأسًا على عقب، بدأ الزوج بتعاطي المخدرات، ثم انتقل إلى الإدمان على الآيس والشابو، تحول من رب أسرة إلى وحشٍ يطلب المال من ابنته البالغة من العمر 12 عامًا ليشبع رغبته في الشرب، "أب يطلب من ابنته فلوس علشان يشرب!"، هكذا قالت أم سمر لـ تحيا مصر بصوتٍ مرتعشٍ من الألم.

العنف الذي لا ينتهي

لم يتوقف الأمر عند الإدمان، بل تحول إلى عنفٍ جسديٍ ونفسي ضربها حتى كسر ساقها، وشتمها أمام بناتها، وأصبحت حياتها جحيمًا لا يُطاق البنات الثلاث، اللواتي كنّ يحلمن بمستقبلٍ مشرق، أصبحن يعانين من اضطرابات نفسية بسبب تصرفات أبيهن، إحداهن لم تتمكن حتى من الذهاب إلى امتحانها بسبب الصدمة التي تعيشها.

الصراع من أجل البقاء

أصبحت أم سمر "ست وراجل" في وقتٍ واحد تحملت مسؤولية الإنفاق على البنات بعد أن توقف الزوج عن العمل باعت كل ما تملك، من السفرة إلى النيش، لتوفر الطعام والشراب، ولتمويل دعوى النفقة والخلع التي رفعتها ضد زوجها. لكن الزوج، الذي فقد كل إحساس بالمسؤولية، هددها بأنه سيبيع الشقة ويطردها هي وبناتها إلى الشارع.

الكلمة الأخيرة

في المحكمة، وقفت أم سمر بعيون دامعة ولكن بإرادةٍ حديدية قالت: "أنا عاوزة أتحرر منه ومن تعقيداته النفسية كلها. بناتي مش عاوزة يشوفوا أبيهم كده. أنا عاوزة مستقبل لهم بعيد عن الإدمان والعنف".

النهاية... أو البداية؟

القصة لم تنتهِ بعد. أم سمر ما زالت تقاتل من أجل حريتها وحريّة بناتها. لكنها تعلم أن الطريق طويلٌ وشاق. ومع كل خطوة، تزداد قوة، وتزداد إصرارًا على أن تمنح بناتها حياةً أفضل.

ظل الإدمان ليست مجرد قصة عن معاناة امرأة، بل هي صرخةٌ في وجه المجتمع لتقديم الدعم للضحايا، ورسالةٌ قويةٌ لكل امرأة بأن القوة تكمن في داخلها، وأن الحرية تستحق القتال من أجلها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. سعر الذهب اليوم الإثنين 13 يناير 2025 فى مصر بالجنيه المصري والدولار
التالى الجلفة.. تسمم شخصين بالغاز