تأخر قطار الزواج بالنسبة لي، فلم يمرّ بمحطتي إلا وأنا في خريف العمر، رجل أرمل له إبن يحيا في كنفه، ميسور ماديا وله بيت كبير يحيا فيه بعد أن غادر والديه للعيش في الريف.
فلم يكن أمامه إلا أن يبحث عمن تبتغي السترة وترغب في أن تكمل مشوار حياتها. إلى جانب من يحترمها ويقدرها مقابل أن ترعاه وترعى قرة عينه الوحيد.
في البداية إستغربت لعمق العلاقة التي كانت بين زوجي وإبنه، هذا الأخير الذي كان بمثابة الأمر الناهي في البيت.
صحيح أنه متخلق ومهذب، إلا أنني وكوني أنثى ولعلمي من أنني لن أتمكن من الإنجاب. حتى أحظى بشرف أن أصبح صاحبة القرار في البيت الذي أحيا بين جدرانه من دون أن يكون لي غير الإحترام نصيبا جعل نار الغيرة تتقد في قلبي. لدرجة أنني فكرت في أن أخلق السواد في قلب زوجي تجاه إبنه.
الفرصة كانت بحاجة أهلي للمال بغرض تسوية بعض الأمور العالقة، حيث أنني قمت بمنحهم مجوهراتي حتى يتصرفوا فيها ويأمنوا لأنفسهم ما يرغبون فيه.
ولإدراكي متأخرا من أن زوجي سيغضب مني أو قد يعايرني لأنني أعلت أهلي في حاجتهم من صيغة أهداها لي بعد زواجنا.
فقد قمت بإختلاق كذبة مفادها أن إبنه من قام بسرقتي بدافع الغيرة وبدافع أنه لا يريدني مكان أمه.
من جهته، صدق زوجي الأمر وقام بطرد إبنه من البيت، وأنا اليوم خائفة من أي شيء قد يحدث لي.
فحبل الكذب قصير جدا وقد تدور ضدي عجلة الحياة فيعاقبني الله، إن أخبرت زوجي بما إقترفته فقد يطلقني. وإن بقيت على صمتي فضميري يؤنبني.
الحائرة س.نبيهة من الشرق الجزائري.
الرد:
أصعب ما قد يحياه المرء أن يحيا معذب الضمير منكسر القلب بسبب خطأ إقترفه في حق إنسان لا يملك سوى الله وكيلا. إنسان يتيم كان يحيا على حب والده وعطفه بعد أن تألم لفقدان من وهبته الحياة.
لا يملك سوى دعوة تسافر من قلبه المنهك لتستوطن عنان السماء، شاب ضربته في الصميم فإنقلبت حياته رأسا على عقب ولم تنالي أنت سوى الحيرة والقنوط.
لا أجد تفسيرا لما إقترفته في حق هذا الفتى الذي لا يعلم سوى الله بمدى حزنه وألمه. سوى أنك أخطأت كثيرا.
كما سيكبر خطأك ويصبح فادحا إن أنت لم تتراجعي عنه ولم تقدمي على مصارحة زوجك بالأمر. ما سيجعلك في قمة الحسرة إن أصاب الفتى مكروه أو حتى زوجك.
لذا ومن باب الأمانة حاولي أن تخبري زوجك بما قمت به مستسمحة إياه على ما جعلك الشيطان تقدمين عليه مبدية ندمك وحسرتك.
كما أنه عليك أن تتصرفي وأنت في سنك هذا بمبدأ المسؤولية، فقد ذكرت في رسالتك أن أمل إنجابك قليل.
فلتدركي ان الله حباك بهذا الفتى الذي يجب أن تكوني له الحضن الدافئ والقلب الحنون والسكينة بعد أن فارقت والدته الحياة. وبعد أن كان شرط والده للإرتباط بك أن تقبلي به في حياتك ومهما كان.