تزامنًا مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، يبدأ قراء مصر والعالم العربي في الانشغال بالبحث عن كل ما هو جديد في عالم الكتب، وتبقى لسلاسل الكتب ركنًا رئيسيًا في مكتباتهم، سواء في مجال الأدب أو العلوم، وفي التقرير التالي نعرض أبرز سلاسل الكتب بمعرض الكتاب.
سلسلة الجريمة
قال الناشر ومدير دار العربي شريف بكر: في إطار جهودنا لتعزيز التنوع الثقافي والأدبي في المنطقة، قمنا بإطلاق سلسلة مبتكرة ومميزة تستهدف سد فجوات موجودة في الأدب العربي والترجمات العالمية.
وأشار "بكر" إلى أن رحلتنا بدأت منذ عام 2009، حين لاحظنا نقصًا كبيرًا في أدب الجريمة (Crime Fiction) في المكتبات العربية. كان هذا النوع الأدبي دائمًا حاضرًا بقوة في الأسواق العالمية، حيث يحتل مكانة بارزة بين الأكثر مبيعًا، لما له من قدرة على جذب جمهور واسع من القراء بمختلف اهتماماتهم.
أدب الجريمة: تجربة جديدة في الأدب العربي
أكد "بكر" على أن أدب الجريمة ليس مجرد قصص مشوقة، بل هو أدب يتطلب مهارات كتابية متميزة، ويستهوي شريحة كبيرة من القراء، من المبتدئين إلى المثقفين، ومن خلال بحثي وورش العمل، مثل الورشة التي قدمتها مع معهد جوته، تأكدت من وجود فجوة واضحة في هذا المجال بالأدب العربي. هذا النقص يبرز بشكل أكبر عند مقارنة الإنتاج العربي بالأعمال العالمية المميزة التي قدمتها أسماء بارزة مثل أجاثا كريستي.
قررنا أن نبدأ بترجمة أعمال الجريمة المميزة عالميًا، وركزنا على استقطاب أهم الأسماء في هذا المجال. اخترنا كتابًا من دول مثل الدول الإسكندنافية، التي تتميز بإنتاج قوي في أدب الجريمة، بالإضافة إلى كتاب من الأرجنتين، تركيا، كوريا الجنوبية، والبرازيل. حرصنا أيضًا على تنويع التجارب من خلال تقديم كتابات لأشهر الكتاب الأمريكيين والبريطانيين.
أطلقنا سلسلة "جريمة العربي"، والتي تضمنت أعمالًا مترجمة لأبرز كتاب الجريمة في العالم. اعتمدنا أسلوبًا مميزًا في السرد، حيث تتمحور السلاسل عادة حول شخصية رئيسية، سواء كانت محققًا، صحفيًا، أو حتى شخصيات غير تقليدية مثل سيدة تدير مكتبة متخصصة في أدب الجريمة. من خلال التركيز على تطوير هذه الشخصيات مع تقدم الأجزاء، نجحنا في خلق ارتباط قوي بين القراء والأعمال، مما أدى إلى تحقيق نجاح كبير على مستوى العالم العربي.
أوراق تاريخية: قراءة جديدة للماضي
وأشار "بكر" إلى جانب أدب الجريمة، أطلقنا سلسلة أخرى بعنوان "أوراق تاريخية"، هدفها استكشاف كتابات الرحالة والمستشرقين الذين زاروا العالم العربي في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وتضمنت السلسلة ترجمات لمذكرات وسير ذاتية توثق تجارب هؤلاء الكتاب، مثل حضورهم لافتتاح قناة السويس أو زياراتهم لسيوة والإسكندرية والقاهرة.
ركزنا في هذه السلسلة على تقديم رؤى مختلفة عن مصر والعالم العربي من وجهة نظر الزوار الأجانب، وتناولنا موضوعات مثل أوضاع المجتمع، البنية التحتية، والعادات الثقافية التي رصدها هؤلاء الكتاب، ومن بين أبرز الأعمال التي قدمناها كتابات لرحالة برتغالي عن حفل افتتاح قناة السويس، ووصفه للتجربة التي خاضها في الإسكندرية والقاهرة.
أما عن أثرهذه المبادرات فأكد "بكر" على أن هذه السلاسل ساهمت في تعزيز القراءة باللغة العربية، ونجحت في استقطاب جمهور جديد نحو الأدب المترجم والأعمال الأدبية المتنوعة، كما شجعت القراء على التفكير النقدي وإعادة قراءة التاريخ من زوايا جديدة.
سلسلة قراءات صينية
قال المترجم والأكاديمي الدكتور حسانين فهمي مؤسس سلسلة قراءات صينية لـ"الدستور": إنه تم إطلاق سلسلة قراءت صينية جاء في يوليو 2017 في حفل كبير بمكتبة القاهرة الكبرى، بحضور نخبة من المبدعين والمترجمين والمتخصصين في الترجمة والشأن الصيني من مصر والصين.
وهي سلسلة من الإصدارات المترجمة والمؤلفة التي تركز على نقل المعرفة عن المجتمع الصيني والثقافة الصينية من خلال ترجمات عن الصينية مباشرة لكتب ودراسات تقدم زوايا مميزة ورؤى فريدة عن تطور الصين ومؤسساتها وشعبها، تصدر بإشراف د حسانين فهمي حسين عن دار صفصافة للنشر.
وأشار "فهمي" إلى أن تشارك "قراءات صينية" في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ 56، المقرر انطلاقها في 23 يناير الجاري بقائمة من أبرز إصداراتها بجناح دار صفصافة للنشر بالمعرض، ومن أبرزها: رواية "الذرة الرفيعة الحمراء" لمويان، "مدينة ضائعة" و"صيف حار وقصص أخرى" و"الماضي والعقاب وقصص أخرى "ليوهوا، رواية "سرير الغرباء" للصيني ليوجين يون، رواية "الصياد" للكاتب جاو لي هونغ، إلى جانب سلسلة كتب أدب الرحلات "رحلة إلى ألتاي"، "رحلة إلى التبت"، "رحلة إلى شينجيانغ"، "رحلة إلى منغوليا الداخلية" و"رحلة إلى شيآن عاصمة الصين القديمة"، إلى جانب عدد من الكتب المهمة حول مبادرة الحزام والطريق الصينية والعلاقات الصينية العربية وكتاب "عناق النيل واليانجتسي... موجز تاريخ التفاعلات الأدبية بين مصر والصين" و"معجم المصطلحات السياسية.. صيني عربي -- عربي صيني"، و"موجز تاريخ الدبلوماسية الصينية القديمة" وغيرها من الإصدارات. وسوف تقدم السلسلة خصومات وعروض مميزة على جميع إصداراتها المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وختم "فهمي" بالتأكيد على أن السلسلة صدر منها حتى الآن أكثر من ستين عنوانا من أهمها: رواية "الذرة الرفيعة الحمراء" نوبل 2012 للصيني مويان، رواية "سرير الغرباء" للصيني ليوجين يون، رواية "مدينة ضائعة" للصيني يوهوا والأعمال القصصية الكاملة ليوهوا، وكتاب "بناء الجسور...التبادل الثقافي الصيني العربي في ظل الحزام والطريق" ترجمة: حسانين فهمي حسين، "عناق النيل واليانجتسي... موجز تاريخ التفاعلات الأدبية بين مصر والصين" تأليف حسانين فهمي حسين، "الصياد" (رواية) ترجمة: هبة سمير، "الحزام والطريق... تحولات الدبلوماسية الصينية في القرن 21" ترجمة: آية محمد كمال. "تاريخ الإصلاح الزراعي في الصين...من توزيع الأراضي إلى استراتيجية تنموية صديقة للبيئة" ترجمة هند سلطان المحلي. "أربعون عاما من الإصلاح والتنمية الاقتصادية في الصين" ترجمة منة الله صالح، هبة سمير. وغيرها من الأعمال التي غطت مجالات الأدب والفكر والفنون والعلوم الاجتماعية والعلاقات الصينية العربية، وذلك بالتعاون مع عدد من أكبر دور النشر الصينية وعلى رأسها دار العلوم الاجتماعية الناشر الرسمي للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.
دار المعارف
استعادت دار المعارف المصرية مؤخرًا وعقب تولي الكاتب الصحفي والناقد الأدبي إيهاب الملاح مسؤولية النشر بها، عددًا من السلاسل الإبداعية والتاريخية، إلى جانب تقديمها سلسلة علمية معنية بالكتابات العلمية وتبسيط العلوم.
ففي أواخر السنة المنقضية وعلى حسب ما جاء في بيان الكاتب الصحفي إيهاب الملاح قدمت دار المعارف 26 عنوانًا في سلسلة (روائع اقرأ)، 14 عنوانا (فنون الأدب العربي)، 6 كتب في سلسلة (اقرأ) الشهرية + 4 كتب في سلسلة (اقرأ العلمي) الشهرية.
سلسلة اقرأ العلمي
من جهته، قال الكاتب المترجم أحمد سمير مدير تحرير سلسة "اقرأ العلمي "، إنها سلسلة مستحدثة، تستلهم إرث سلسلة اقرأ العريقة، تُعنى في الأساس بنشر الثقافة العلمية. في أزمنة غابرة كان من اليسير على الإنسان النابه أن يلم بمختلف العلوم لكن مع التقدم الشديد وتعقد المعارف، زاد التخصص إلى درجة أن صار أهل كل تخصص يتحدثون لغة خاصة بهم، يصعب على غيرهم فهمها، ومن هنا صار نشر الثقافة العلمية العامة أمرا مهما للغاية، فبدونها سنعيش في عزلة ولن نستطيع تكوين صورة كلية واضحة عن العالَم.
وأكد "سمير" على أن السلسلة تهدف كذلك إلى نشر ثقافة التفكير العلمي، فربما يستفيد منها العامة في حل مشكلاتهم اليومية، كما أنها تسعى كذلك إلى التعريف بالنشاط العلمي والعلماء حتى لا يعودوا أولئك الغرباء الذين ينظر إليهم العامة في حيطة وحذر وريبة. تهتم السلسلة كذلك بالتعرض لفلسفة العلم وبدراسة مجتمعات العلماء ومحركاتهم ودوافعهم باعتبار العلم نشاطا إنسانيا، لن نفهم أبعاده كاملة من دون ذلك. يصدر عن السلسلة كتاب شهري وقد أصدرنا ثلاثة كتب إلى الآن هي: وهم الآلة.. كيف بدأ الذكاء الصناعي لمصطفى العدوي، وجينات المصريين لأحمد حسن، وإغواء الخيال العلمي ويحتوي على قصص ومقالات ترجمها ياسر أبو الحسب لأحد أهم رواد الخيال العلمي هوجو جرنزباك.
سلاسل الهيئة العامة للكتاب
تمثل الهيئة العامة المصرية للكتاب مصدرًا رئيسيًا لانتاج سلاسل الكتب والتي منها سلسلة "الألف كتاب الثاني"، وسلسلة "ديوان الشعر المصري"، وسلسة "عقول "، "حكايات النصر" التي تضمنت نشر أعمال لكبار المفكرين المصريين، واستعادة أهم الأعمال الإبداعية المصرية.
إلى جانب ذلك تقدم الهيئة العامة المصرية للكتاب "سلسلة ابداع عربي " والتي تقوم على استقطاب الكتاب العرب، ونشر اعمالهم الإبداعية.