قال الدكتور يحيي الكتاني شيخ الطريقة الكتانية ورئيس مؤسسة رباط العلم بالإسكندرية، إن مشاركته في مولد الإمام صالح الجعفري شيخ الجامع الأزهر الراحل ومؤسس الطريقة الجعفرية، تأتي في إطار رد الجميل لهذا الرجل الذي نقل بإخلاص تعاليم الإسلام الصحيح.
وأوضح “ الكتاني “ في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أن الإمام صالح الجعفري نشر التصوف الصحيح وتصدي للمتشددين وكان خير ممثل للأزهر الشريف حيث تتلمذ علي يد هذا الرجل الكثير من طلاب العلم وخاصة طلاب دول شرق آسيا ماليزيا وإندونيسيا، الأمر الذي جعل له شهرة عالمية في هذه البلدان.
وأضاف "الكتاني": لقد أخرج الإمام البيهقي في دلائله وأبو نعيم في حلية الأولياء عن مصعر ابن کدام عن عطية قال: لقيت عبد الله بن عمر صاحب رسول الله ﷺ فقلت له هنيئا لك يا أبا عبدالرحمن فقد لقيت رسول الله، فقال له: وانت يا عطية لو كنت لقيت رسول الله ماذا كنت تفعل؟ قال: کنت اؤمن به وأقبله بين عينيه
فقال له ابن عمر: ألا أبشرك؟
قال بلی، قال سمعت النبي ﷺ يقول "من خالط حبي قلبه حرم الله جسده على النار".
وتابع: المحبة هي السر الذي أودعه الله في قلوب عباده الصالحين، فبسراية هذا السر إلى قلوبهم حصلت لهم ولاية الله،ويقول الله سبحانه وتعالى "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه"، وكان من أولئك الذين نشروا أعلام المحبة وبثوها بين عباد الله مولانا الإمام الشيخ صالح الجعفري رضي الله عنه، ثم سار خلفه على ما سار عليه سلفه من نشر أعلام المحبة والدعوة إلى الله وتسليك المريدين ونشر العرفان الصوفي والأخلاق النبوية، ثم ما زال البحر زاخرًا وما زال المدد فياض بنسلهم الطيب المتمثل في شيخنا سيدى محمد صالح الجعفري وأخيه سيدي الشيخ الحسين الجعفري رضي الله عنهم.
واوضح: الحمد لله الذي أبقى سرهم في هذه الأمة، فأهل بيت النبي ﷺ يحملون دائما مشاعر الرحمة والخير في كل وقت، أولئك أصحاب الولاية الذين أمدهم الله تعالى بأعظم معاني العرفان، الذين لما سئل عنهم النبي ﷺ لما نزل قول الله تعالى "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، لم يقل رسول الله إنهم الذين يصومون أو يصلون أو يزكون أو يحجون وكل هذا عظيم ومتأكد، إلا أنه قال: "هم الذين إذا رؤا ذكر الله"
فإن كان لي من وصية أوصي بها نفسي وأوصي بها حضراتكم أن نظل مستمسكين بهذا الهدي النبوي الشريف، فإن أهل البيت الكرام أنوار كاملة وآيات بينات في الكون وسفن نجاة معنوية يدفع الله تعالى بهم الأزمات عن هذه الدنيا وكما أخبر ﷺ أن ببركة أولئك تمطر السماء وتنبت الأرض كما في حديث "لولا شيوخ خشع".