عام الحسم

عام الحسم
عام
      الحسم

الإنجازات لا تعالج الجروح، والردع لن ينسى الإهانة، ربما يمكن اعتباره انتقامًا على أى حال، لكن ما دامت المشكلة الأساسية لا تزال هنا، فتجب المراجعة. رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، وقادة الجيش الإسرائيلى، يتحدثون دون توقف عن الجبهات السبع التى تقاتل فيها إسرائيل.

يتحدثون عن الحسابات المفتوحة التى تم إغلاقها «مؤقتًا كما يبدو» مع وكلاء إيران، خاصة مع «حزب الله وسوريا»، وعن الإنجازات العسكرية وعن الاغتيالات، وعن تدوير آلة الضرب نحو «الحوثيين»، ووضع العراق تحت الاختبار، ويتحدثون عن تغيير وجه الشرق الأوسط.

كل هذا نعرفه، لكنه لا يحل المشكلة التى بدأت بسببها تلك الحرب الإقليمية، المشكلة هى قطاع غزة، وبمفهوم أوسع، النزاع الإسرائيلى- الفلسطينى، الذى يجب النظر إليه وحله «قبل أو بعد» أى جبهة أخرى.

رغم الحديث الدائم عن الإنجازات العسكرية فى قطاع غزة، وتدمير «حماس»، وقتل «السنوار»، والقتال خلال الـ٣ أشهر الماضية فى مخيم جباليا، والدمار الكامل للمستشفيات فى المخيم، والقتل الهائل- من الصعب الحديث عن استسلام استراتيجى لـ«حماس»، حتى لو المقاومة العسكرية للحركة ضعفت، وكفة الجيش الإسرائيلى هى الراجحة فى كل الاشتباكات، لأن كل ذلك لن ينسى جروح «٧ أكتوبر» لدى الإسرائيليين، ولن ينسيهم حقيقة أن ١٠١ من مواطنيهم احتجزتهم «حماس» عامًا وشهرين فى الأنفاق، وهناك تقديرات بأن نصفهم فقط على قيد الحياة.

أمام إسرائيل عام جديد يمكن تسميته بـ«عام الحسم»، عليها أن تتخذ عدة قرارات مصيرية مهمة، وكما يبدو أن «نتنياهو» هو الرجل الذى سيتخد تلك القرارات، بعد توسيع ائتلافه وتمرير الميزانية وضمان بقائه، وبعد دخول «ترامب» القريب إلى البيت الأبيض، فإن الثنائى عليهما أن يقررا.

هذا هو «عام الحسم» مع إيران، هناك احتمال أنه فى وقت ما خلال هذا العام، وبالاتفاق السابق مع إدارة «ترامب»، سيجرى استهداف المواقع النووية فى إيران، وربما التوصل لاتفاق جديد، كل الخيارت مفتوحة.

هذا هو العام الذى سيقرر مصير بلدات الشمال، وهل سيعود «حزب الله» ليرفع رأسه وينتقم، أم ستتحرر منه لبنان، وإذا حدث ستكون هناك فرصة لرسم مسار جديد للعلاقات بين إسرائيل ولبنان.

هذا هو «عام الحسم» فى سوريا، فسيتم تحديد مستقبلها تحت النظام الجديد، كما ستحتاج إلى صوغ علاقاتها المستقبلية بإسرائيل، إمّا التعايش، سواء أكان دافئًا أم باردًا، وإمّا المواجهة.

فى الضفة، سيكون «عام الحسم» لإدارة «أبومازن»، والفوضى المتوقعة بعده، وهناك من يرحب بهذا فى إسرائيل، كجزء من خطته الكبرى لضم الضفة الغربية، لكنه سيفتح الباب نحو سيناريوهات مختلفة هناك، فعلى الرغم من كل شىء، حافظ «أبومازن» على التوازن مع إسرائيل، ولا أحد يعرف ما التالى.

سيكون أيضًا «عام الحسم» لـ«اتفاقات إبراهام»، واحتمال أن تقدم السعودية وإسرائيل، برعاية «ترامب»، على توقيع اتفاق التطبيع، لكن لإتمامه فإن هناك مجموعة من التنازلات على إسرائيل أن تقدمها، لا أحد يعرف ما يدور فى رأس «ترامب».

والأهم من كل ما سبق أن يكون «عام الحسم» بالنسبة للمشكلة الأساسية وهى غزة، ربما سيكون هذا هو العام الذى ستضطر فيه إسرائيل أن تضع حلًا لغزة، وترسم مستقبلها، والأهم بالنسبة للإسرائيليين ليس كل ما سبق، هم فقط يريدون أن يكون هذا العام هو الذى يتم فيه تحرير المختطفين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر أنبوبة الغاز اليوم الثلاثاء 7 يناير 2025 في مصر
التالى الجلفة.. تسمم شخصين بالغاز