بسبب صور عارية تمامًا.. هكذا عاقبت الكنيسة السيدة الأولى في أمريكا

واجهت جاكلين أوناسيس زوجة الرئيس الأمريكي جون كينيدي، رئيس الولايات المتحدة الخامس والثلاثون مشكلة كبيرة مع الكنيسة بسبب صور عارية نشرت في مجلة "بلاي بوي".

الحكاية دارت رحاها عام 1974 حين نشرت صحيفة إيطالية صورا عارية لزوجة الرئيس الأمريكي، والتي كانت السيدة الأولى للولايات المتحدة في أثناء فترة رئاسة زوجها من 1961 وحتى اغتياله عام 1963، وبعد مرور خمس سنوات تزوجت جاكلين من أرسطو أوناسيس، أحد أثرياء الملاحة اليونان، وظلا متزوجين إلى أن تُوفّي عام 1975.

طلب الحرمان من الكنيسة تقدم به إلى الكنيسة الأرثوذكسية في أثينا الأسقف أوغسطينوس، مطران مقاطعة فلوتينا شمال اليونان، مرفقا طلب الحرمان هذا بأن السيدة أوناسيس كانت على علم مسبق بهذه الصور الفاضحة، ولم تفعل أي شيء يحول دون نشرها.

وتذكر مجلة الشبكة اللبنانية في تقرير لها، أن الأوساط كلها كانت تتوقع ضجة ما بعد فضيحة الصور العارية، والتي نشرتها مجلة "بلاي بوي"، وقامت الضجة بالفعل وارتفع صوت الاحتجاج مطالبا السيدة التي لم تتورع عن هذا العمل من حقوقها الكنسية.

والصوت الذي ارتفع بالاحتجاج، لم يكن صوتا غير مسموع، إنه صوت مسؤول عن القيم الروحية والإنسانية، هو المطران اوغسطينوس.

جاكلين في البيت الأبيض
جاكلين في البيت الأبيض

طلب الحرمان

ورد في طلب الحرمان الذي رفعه أسقف فلوتينا التي تشمل مكان إقامة السيد اوناسيس وحرمه، إلى السلطات الكنيسية العليا في أثينا، ما يلي: “بما أن السيدة أوناسيس كانت على علم مسبق بهذه الصور التي التقطها لها مصوران خلسة، ولم تفعل شيئا يحول دون نشرها، معللة الأمر بأنه مجرد خدعة فوتوغرافية لمجرد الاستقلال، نحن المطران أوغسطينوس أسقف أبرشية فلوتينا، نرفع إلى قداسة الأسقف الأول في اليونان إيرونيموس، طلبا بتوجيه دعوة الى المجمع المقدس بعقد جلسة تقرر حرمان السيدة أوناسيس من الكنيسة الأورثوذكسية”.

جاكلين كينيدي

 هذا ما ورد في نص طلب الحرمان، ومما يدعو الى الاستغراب أن جاكلين لم تكن قد اعترضت على نشر هذه الصور، ولا اتخذت أي موقف يبرهن عن استنكارها لما حصل، مما يعزز الاعتقاد بأنها موافقة على هذه الفضيحة المنافية للحشمة والآداب، وهبت الصحف اليونانية تؤيد خطوة الأسقف اوغسطينوس التي من شأنها المحافظة على الأخلاق العامة کما قامت بوجه أرملة الرئيس الأميركي، وزوجة المليونير اليوناني، موجة استنكار وتحقير لم يشهدا مثلها من قبل.

إحدى كبريات صحف اليونان "ابوليو ماتيني"، لم تتردد في التنويه بأن جاكلين هي التي زجت نفسها في هذه الفضيحة، ليس فقط في إفساح المجال لتصويرها بهذه الأوضاع المنافية للحشمة، وإنما لعدم منع نشرها هي التي كانت تعلم بها حق العلم.

جاكلين
جاكلين

سنة من المفاوضات

إذن، جاكلين لم تفاجأ بنشر الصور، ولا فوجئ بها زوجها أوناسيس، فقد سبق النشر ما يزيد عن سنة من المفاوضات والمراجعات دون أن تبالي جاكلين وزوجها بالموضوع، فقد اتصل صحافي يوناني يدعى اریسطوتیلیس ساریکوستاس هاتفيا بأريسطو طاليس أوناسیس فور أخذ الصور يسأله ماذا سيكون موقفه من هذه الوثائق الفاضحة في حال نشرها، الا انه لم يلق أي جواب.

بعدها عرضت الصور على مجلة "بلاي بوي" فرفضت نشرها، إلا أن "البلاي بوي"، أخطرت جاكلين بواسطة محاميها بأن وثائق مصورة فاضحة هي قيد التداول بين الصحف العالمية، ومع هذا لم تحرك جاكلين ساكنا، لقد كانت واثقة من أن أحدا لن يجرؤ على نشر صورها وهي عارية تماما، ومن جهة ثانية لم يفقد المصوران اللذان ترقبا طويلا من أجل أخذ هذه اللقطات الأمل في إيجاد مغامر ينشرها، وبما أن جاكلين لم تعترض، قدماها الى السيدة "ناتيللو" المديرة المسؤولة عن المجلة الإيطالية "بلاي مان" وهي مجلة عري تصدر مرة في الشهر.

طوال سنة كاملة بقيت السيدة " تاتيللو" حائرة بأمر هذه الصور التي كانت تحتفظ بها داخل صندوق حديدي وفي النهاية وعندما لم تلق اهتماما بأمرها من أحد، نشرتها، وكانت الفضيحة المدوية.

جاكلين في أحرج المواقف

وراحت الفضيحة تتفاقم يوما بعد يوم، كان موقف بالغ الحرج بالنسبة لجاكلين التي لم تواجه يمثل خطورته من قبل.

قال أحد كبار الأساقفة في اليونان: في نظر كنيستنا هناك إسهام في أعمال منافية للأخلاق من وراء هذه الفضيحة ويجب ألا ننسى كلمة السيد المسيح الذي قال: "ويل لمن تأني الشكوك على يده"، وجاكلين بحكم زواجها من أوناسيس، أصبحت خاضعة لقوانين الكنيسة الأرثوذكسية، من هنا كانت فداحة المشكلة التي تواجهها في طلب حرمانها هذا.

الأسقف أوغسطينوس
الأسقف أوغسطينوس

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تحذير أمريكي فرنسي ألماني للإدارة السورية الجديدة من تعيين مقاتلين أجانب في صفوف الجيش
التالى "القاهرة الإخبارية": أمريكا تفرض عقوبات على أكبر شركات النفط الروسية