تمثل القمة العاشرة التى عقدت مؤخرًا بين مصر واليونان وقبرص محطة فارقة فى مسيرة التعاون الإقليمى بين الدول الثلاث. وتؤكد هذه القمة عمق العلاقات التاريخية والثقافية والسياسية والاقتصادية التى تربط بين هذه الدول، وتسعى إلى تعزيز هذه العلاقات وتطويرها بما يخدم مصالح الشعوب الثلاثة.
تكتسب هذه القمة أهمية بالغة فى ظل التحديات المتزايدة التى تواجه المنطقة، حيث تسعى الدول الثلاث إلى تعزيز التعاون الأمنى لمواجهة التهديدات المشتركة مثل الإرهاب والتطرف، وتنسيق الجهود لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والحفاظ على الأمن والاستقرار فى المنطقة. كما تعزز القمة التعاون الاقتصادى بين الدول الثلاث، من خلال زيادة حجم التجارة البينية والاستثمار المشترك، وتسهيل حركة الأفراد والبضائع والخدمات بين الدول الأعضاء، ما يسهم فى تحقيق النمو الاقتصادى المستدام وخلق فرص العمل.
وقد أكدت هذه القمة أهمية الدور الذى تلعبه مصر واليونان وقبرص فى تعزيز الاستقرار والسلام فى منطقة شرق المتوسط، حيث تسعى الدول الثلاث إلى بناء شراكة استراتيجية قوية تسهم فى حل النزاعات القائمة وتعزيز التعاون الإقليمى. كما أن هذه القمة التى جمعت بين الرئيس السيسى والقبرصى خريستودوليدس ورئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس عززت التعاون مع الاتحاد الأوروبى والدول الأخرى فى المنطقة، ما يسهم فى تعزيز التكامل الإقليمى وتحقيق التنمية المستدامة.
وتمثل الشراكة الاستراتيجية التى تجمع بين مصر واليونان وقبرص نموذجًا متفردًا للتعاون الإقليمى فى منطقة شرق المتوسط، حيث تتخطى هذه الشراكة حدود التعاون التقليدى لتشمل جوانب سياسية واقتصادية وأمنية وثقافية. تهدف هذه الشراكة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المشتركة، أبرزها تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة، وتعميق العلاقات الثقافية والحضارية بين الشعوب الثلاثة.
وتتمثل أهمية هذه الشراكة فى أنها فتحت آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادى بين الدول الثلاث، حيث شهدنا زيادة فى حجم التجارة البينية والاستثمارات المشتركة فى قطاعات حيوية، مثل الطاقة والبنية التحتية والسياحة. كما أسهمت الشراكة فى تسهيل حركة التجارة والخدمات بين الدول الأعضاء، وتعزيز التكامل الاقتصادى الإقليمى.
وجذبت الشراكة استثمارات أجنبية مباشرة إلى المنطقة، كما عززت التعاون بين الدول الثلاث فى مواجهة التحديات المشتركة، مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وقد نجحت الدول الثلاث فى التنسيق المشترك لمكافحة هذه الظواهر، وتبادل المعلومات، وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، كما أسهمت الشراكة فى تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول الشريكة، وحل الخلافات بالطرق السلمية، ما أسهم فى خلق مناخ إيجابى للتعاون الإقليمى.
كما أسهمت الشراكة فى تقريب الشعوب الثلاثة من بعضها البعض، وتعزيز التبادل الثقافى والحضارى. وقد شهدنا تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية المشتركة، مثل المعارض الفنية والمهرجانات الموسيقية، والتى أسهمت فى تعميق الروابط بين الشعوب وتعزيز التفاهم المتبادل.
وعززت الشراكة دور الدول الثلاث فى المحافل الدولية، وزادت من تأثيرها فى صياغة السياسات الإقليمية والدولية. وقد نجحت الدول الثلاث فى التنسيق المشترك فى المحافل الدولية، والدفاع عن مصالحها المشتركة، وتعزيز التعاون مع الدول الأخرى فى المنطقة. وتكمن أهمية هذه الشراكة فى كونها نموذجًا يحتذى به للتعاون الإقليمى البناء فى منطقة الشرق الأوسط. وقد أثبتت هذه الشراكة قدرتها على تحقيق نتائج إيجابية ملموسة على مختلف الأصعدة، ما يعزز من أهمية الاستمرار فى تعزيز هذه الشراكة وتوسيع آفاق التعاون المشترك بين الدول الثلاث.
والحقيقة أنه منذ انطلاق آلية التعاون الثلاثى عام ٢٠١٤، شهدت العلاقات بين الدول الثلاث تطورًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة، وحققت إنجازات بارزة عززت من أواصر التعاون المشترك. وقد أسفر هذا التعاون عن نتائج إيجابية متعددة على المستويين الإقليمى والدولى.