عقيدة مونرو وخطط سرية.. ما وراء محاولات ترامب ضم كندا وبنما وجرينلاند؟

في مشهد يعكس طموحات غير تقليدية وخطابًا يغلب عليه طابع الصفقات العقارية، أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن اهتمامه بضم جرينلاند، كندا، وحتى قناة بنما إلى الولايات المتحدة، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

طموحات ترامب التوسعية السرية

وأضافت الشبكة الأمريكية، أن تصريحات ترامب الأخيرة تعكس رؤيته للعلاقات الدولية من منظور أحادي يركز على المصالح الأمريكية البحتة، وهذه الرؤية، التي وصفها البعض بأنها "استعمار جديد"، تمثل محاولة للتكيف مع تحديات القرن الحادي والعشرين، بما في ذلك صعود الصين، وتداعيات العولمة، وذوبان الجليد في القطب الشمالي.

ولم يكتف ترامب بتلميحات التوسع، بل أشار لى إلى استعداده لاستخدام القوة العسكرية لتحقيق أهدافه. عندما سئل في مؤتمر صحفي عن احتمال استخدام القوة للسيطرة على جرينلاند أو استعادة قناة بنما، أجاب: "لن ألتزم بعدم القيام بذلك، قد يكون من الضروري اتخاذ خطوات ما".

وأثار ترامب قضية قناة بنما، التي سلمتها الولايات المتحدة إلى بنما عام 1999، مشيرًا إلى أن الصين تستفيد بشكل غير عادل من إدارة الممر المائي الاستراتيجي، ورغم أن تصريحاته استندت إلى معلومات غير دقيقة، إلا أنها تبرز قلقه من النفوذ المتزايد للصين في نصف الكرة الغربي. 

وتابعت الشبكة الأمريكية، أنه بالنسبة لجرينلاند، فقد عبر ترامب عن اهتمامه بالحصول على مواردها الطبيعية ومساراتها البحرية الجديدة الناتجة عن ذوبان الجليد، وبأسلوبه الساخر، نشر على منصة "تروث سوشيال" صورة ساخرة كتب عليها: "اجعلوا جرينلاند عظيمة مرة أخرى".

وأثار ترامب أيضًا جدلًا حول كندا، واصفًا إياها بأنها "دولة مستفيدة" من مظلة الدفاع الأمريكية، ومقترحًا أن تصبح "الولاية الحادية والخمسين".

وأثارت هذه التصريحات استياء الكنديين، حيث رد رئيس الوزراء جاستن ترودو ساخرًا: "لن تصبح كندا جزءًا من الولايات المتحدة، حتى في أسوأ الأحوال".

عقيدة مونرو

وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن رؤية ترامب تمثل تحديثًا لعقيدة "مونرو" التي أطلقت في القرن التاسع عشر لمنع التدخل الأجنبي في نصف الكرة الغربي، إلا أن نسختها الجديدة تستهدف بشكل خاص الصين وروسيا وإيران. 

في هذا السياق، أشار السناتور ماركو روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية في إدارة ترامب المقبلة، إلى أن الصين تستخدم نفوذها الاقتصادي في أمريكا اللاتينية لتعزيز شبكات الجريمة والمخدرات التي تهدد الولايات المتحدة.

ويحذر الخبراء من أن توجهات ترامب الاستعمارية من شأنها عزل الولايات المتحدة عالميًا، وتخلي حلفاءها التقليديين عنها وتقويض النظام العالمي، فضلًا عن مخططاتها لضم كندا وجرينلاند وبنما أمر غير قابل للتنفيذ على أرض الواقع.

وأثارت تصريحات ترامب بشأن الاستيلاء على قناة بنما أو ضم جرينلاند انتقادات واسعة، حيث وصفها البعض بأنها "قرصنة جيوسياسية"، كما أن تصريحاته حول كندا أثارت غضب الشارع الكندي، ما قد يعقد العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأشارت الشبكة الأمريكية أن مخططات ترامب الاستعمارية الجديدة تشكل مخاطر كبيرة، لأنها ستصطدم بالقانون الدولي، كما أنها تعرض قوة الولايات المتحدة للخطر بسبب تدمير التحالفات التي تم بناءها على مدار سنوات طويلة.

ما وراء تصريحات ترامب؟

وأضافت الشبكة الأمريكية، أنه من غير المرجح أن ينجح ترامب في ضم كندا أو بنما أو جرينلاند، ولكن استراتيجيته قد يكون الهدف منها هو الحصول على صفقات أفضل للولايات المتحدة من خلال المرور عبر قناة بنما التي تعتبر الممر الرئيسي بين المحيطين الأطلسي والهادي، وزيادة الوصول الأمريكي للمعادن الهامة والنادرة في جرينلاند واستغلال أفضل للطرق البحرية التي ظهرت بعد ذوبان الجليد في القطبي، فضلًا عن عقد اتفاق تجارة جديدة مع كندا بشروط أفضل للولايات المتحدة.

وتابعت الشبكة أن هذه الاستراتيجية يمكن أيضًا أن تجعل الولايات المتحدة أكثر عزلة مع اقتراب أقرب حلفاءها من الصين أكثر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إحالة متهمين بسرقة هواتف المواطنين بمصر القديمة للمحاكمة
التالى الجلفة.. تسمم شخصين بالغاز