تجددت الدعوات في بيروت لإزالة أسماء شوارع ومعالم رئيسية تحمل رموز النظام السوري السابق وشخصيات إيرانية بارزة. مع تراجع نفوذ حزب الله في لبنان بعد الضربات السياسية والعسكرية الأخيرة، تتزايد الأصوات المطالبة بإنهاء كل ما يرمز إلى نظامَي الأسد وإيران في البلاد، باعتبارها خطوة نحو تعزيز الهوية اللبنانية.
لا تزال بعض الشوارع والمعالم الرئيسية في بيروت تحمل أسماء شخصيات مرتبطة بالنظام السوري وإيران، أبرزها:
طريق الأسد المؤدي إلى مطار بيروت الدولي، الذي سُمِّي على اسم الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
نُصب تذكاري لحافظ الأسد على طريق المطار.
شارع قاسم سليماني في منطقة الغبيري، الذي سُمِّي بعد اغتياله في العراق عام 2020.
شارع الإمام الخميني في حارة حريك بالضاحية الجنوبية.
شارع مصطفى شمران، نسبة إلى وزير الدفاع الإيراني السابق.
تمثال قاسم سليماني في الغبيري.
توضح مصادر بلدية أن معظم هذه المعالم تقع في منطقة الغبيري وحارة حريك، وهي مناطق تُعد معقلاً لنفوذ حزب الله.
يعتبر الباحث الاجتماعي اللبناني سامي عطا الله أن "إزالة الأسماء المرتبطة بنظام الأسد أو الشخصيات الإيرانية من شوارع بيروت أمر يعزز قيم السيادة والانتماء الوطني". وأكد أن استبدال هذه الرموز بمعالم تعكس الهوية اللبنانية يساعد في توحيد اللبنانيين حول رموزهم المشتركة، ويمثل خطوة نحو بناء مجتمع متماسك بعيد عن التأثيرات الخارجية.
حملات على وسائل التواصل الاجتماعي
مع سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، شهدت منصات التواصل الاجتماعي حملات واسعة تطالب بتغيير أسماء الشوارع التي تحمل رموزًا للنظام السوري وإيران. وتعكس هذه الحملات حالة الوعي الشعبي المتزايد بأهمية التخلص من التأثيرات الخارجية التي أثرت على الهوية الوطنية اللبنانية لعقود.
تعقيدات سياسية تحول دون التغيير
تشير مصادر حقوقية إلى أن تغيير أسماء الشوارع في لبنان يعتمد بشكل كبير على التوافق السياسي والطائفي، وهو أمر معقد في ظل المشهد السياسي الحالي. وأوضح طانيوس بولس، المدير العام السابق لوزارة الأشغال، أن "تسمية الشوارع تمت سابقًا بموافقة وزارة الداخلية واتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، ويمكن إلغاؤها بموافقة الوزير الحالي". لكنه أشار إلى أن هذا الإجراء يتطلب قرارًا رسميًا من مجلس الوزراء.
وأضاف بولس أن الحلول قد تشمل "وقف العمل مؤقتًا بالتراخيص الممنوحة لهذه الأسماء إلى حين اتخاذ قرار نهائي من قبل المراجع المختصة"، داعيًا إلى استبدال هذه الأسماء بشخصيات لبنانية بارزة أسهمت في تعزيز الهوية الوطنية.